المرأةمقال

متى تكُف المرأة عن صناعة المجتمع الذكورى ..!!؟

جريدة الاضواء

متى تكُف المرأة عن صناعة المجتمع الذكورى ..!!؟

بقلم / حنان زكريا

يُعرف المجتمع الذكورى من خلال بحثى أنه المجتمع الذى تنتشر فيه الثقافة الذكورية والتَمْيِيز ضد النساء.
كما يتميَّز المجتمع العربى بصفة خاصة دون غيره من المجتمعات الأخرى بأنه مجتمع رجولى من الدرجة الأولى حيث يأتى الرجل دائماً في المقدمة في كل الأساسيات التى يتطلبها بناء المجتمع .

وبسبب هذا التميُّز هناك الكثيرات من السيدات يشتكين من ذكورية المجتمع .

وعلى ما يبدو أن الأسباب فى هذا التميُّز قد يرجع للبداية فى أسلوب التربية والتفرقة بين الولد والبنت ..

لذلك يجب أن أنبهِك أيتها المرأة فأنتِ مَن تظلمين نفسك وتصنعين قضبان سجنك وجلَّادك بيدك ..!!

عزيزى القارئ:
هذه ليست أول مرة أكتب فيها عن هذا الموضوع الشائك لأهميته، وعلى ما يبدو لن تكون أخر مرة والسبب هو أسلوب تربية أولادنا فى مجتمعنا العربى به أخطاء جسيمة تظل مع أولادنا طول العُمر وقد تُسبب لهم أزمات نفسية وإجتماعية.

كلنا نعلم أن مجتمعنا ذكورى ولا نُنكر هذا ..!!
كما نعلم أن المرأة العربية تعانى كثيراً بسبب ظُلم المجتمع لها ..!!

لكن ما نجهله أن مَن تسبب فى ذكورية المجتمع من البداية هى المرأة نفسها ، فهى مَن تزرع شجرة شقاءها بأيديها وعندما تحصُد ما زرعته تشتكى وتلوم المجتمع ..!!

ومن جهة أخرى نجد أن المرأة التى تُعانى من قهر الزوج لها هى نفسها التى تُربى إبنها على إنه ولد ومسموح له ما ليس مسموح لأخته..!!
أنتِ أيتها الأم مَن تقومى بغرس “السى سيد” فى شخصية إبنك ثم يصبح زوج لإبنة عائلة أخرى ولنا أن نتخيَّل ما يمكن حدوثه من حياة غير سوية نفس التى تعيشيها..!!

والغريب إن عندما تصبح إبنتك زوجة لشخص ما ونشأ نفس نشأة إبنك وغُرس فى شخصيته “السى سيد”
هنا تنقلب الدنيا رأساً على عقب وحضرتك طبعاً ترفضى وبشدة أسلوب زوج إبنتك معها.
بمعنى إنك ترفضى لإبنتك ما تعانيه زوجة إبنك بسببك ..!!

وهكذا دائرة تدور ونتيجتها مجتمع ذكورى مليئ بالمشكلات وقد يُسبب بل تسبب بالفعل فى حالات طلاق لا حصر لها فى الزمن الحالى بما أن الأجيال الجديدة تفتقر الصبر ولا تستطيع تحمُّل المسؤولية.
وهذا هو الواقع المؤلم والمؤسف كما أنه حقيقة غائبة لدى الكثيرات من السيدات..!!

وهنا أريد أن أذكُر بعض السلبيات التى تعيشها البنت فى مجتمعنا.

من المعروف فى مجتمعنا أن الأم دائماً تضغط على إبنتها لخدمة أخيها حتى لو كان أصغر منها.
طبعاً هناك الكثير من الجُمَل المشهورة الموجَّهة للبنت فى بيوتنا العربية بصفة عامة وفى بيوتنا المصرية بصفة خاصة مثل :
* قومى حضَّرى العشاء لأخوكى .
* قومى إكوى البنطلون لأخوكى.
* قومى إغسلى قميص أخوكى.
* قومى رتبى غرفة أخوكى .
وكثير من الطلبات والأوامر وكأن هذه الأخت خُلِقت جارية لخدمة أخيها.
أى منطق هذا ..!!؟

إنتبهوا يا سيدات الوطن العربى
كُفوا عن التفرقة فى تربية الأولاد ..!!

العجيب إنكُن تُفَضِّلن الولد على البنت،
مع العلم أن فى الكِبَر البنت هى مَن تهتم بوالديها وتَحِن عليهم وترعاهم أكثر من الولد الذى فُضِّل عليها فى التربية وكان له ماليس من حقها ..
والأشد عجباً إن الولد أيضا بيُظلَم فى مجتمعنا العربى ظُلم طاغى لا مثيل له فى المجتمعات الأخرى ..!!

مثلاً :
ممنوع الولد يبكى لإن عيب وعار ..!!
وعندما يبكى الولد لسبب أو لآخر بيُهان من الأهل ويُقال له عيب تبكى هو إنت بنت ..!!

لذلك نجد أن معظم الرجال يصابون بأمراض ضغط الدم وأمراض القلب أكثر من السيدات
والسبب إنهم إتربوا ونشأوا على أن يكتموا ألامهم وأوجاعهُم ومشاعرهم بداخلهم والسبب طبعاً إنهم ممنوع يبكون بل عيب وعار أن يبكون ..!!
وهذا الأسلوب فى التربية له نتائج سلبية بل وخطيرة جداً قد تسبب الأمراض بل والموت المفاجئ ..!!
والغريب إن الأب بيشارك الزوجة فى هذا الظلم فى تربية الأولاد الذكور ..!!

بالفعل مشكلة كبيرة وغريبة ..!!
معظم الأباء والأمهات بيظلموا البنت ويجعلوها جارية لأخيها..!!
وفى نفس الوقت بيظلموا الولد ويمنعوه من التعبير عن مشاعره مما قد يسبب له الأمراض كما ذكرت أعلاه نتيجة الكبت وعدم البوح بما يزعجه ويُؤلمه.
مع أننا نجد العكس تماماً بين السيدات مثلاً لو إحداهُن تمُر بأزمة أو حزينة أو غضبانة من شيئٍ ما، بتكون أول نصيحة لها من السيدة الأخرى كالآتى،
إبكى ” عيطى ” دا البكاء بيفَرَّج عن النَفس إحذرى أن تكتمى فى قلبك أحسن يحصلك جلطة أو..أو….أو.. إلى آخره ..!!
وهى نفسها السيدة التى تُربى إبنها على أن البكاء عيب وعار على الأولاد الذكور.

وهُنا يحضُرنى سؤال. مَن يشتكى مَن ..!!؟
بالفعل وجدت نفسى فى حيرة شديدة فى هذه القضية الشائكة، ولا أعلم ألوم مَن..!!
هل ألوم الأم أم ألوم الأب ..!!

مجتمع يُحيِّر بالفعل.

رجاءًا أيها الآباء والأمهات
إتقوا الله فى تربية أولادكم ..!!

تحيتى لمعالى المواطن
بنت مصر: حنان زكريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى