ليس المقصود بأن الانسان يكره الدنيا بل يجعلها أخر شئ يهتم بها لا يجري وراء منصب ولا حكم ولا مال ويبتعد عن الشهوات وملذات الدنيا ، فقد كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يعيش علي الاسودين. الماء والتمر وينام علي فرش علي الارض. وكان الخلفاء الراشدين يتزهدون في الدنيا بالرغم من الفتوحات وتوسع دولة الاسلام
وكان الفاروق عمر بن الخطاب وهو الخليفه ينام تحت ظل شجرة ، وعمر بن عبد العزيز زهد الدنيا وهو الخليفه
قال ابن عبد ربه لمكحول اتحب الجنه ومن لا يحب الجنه فاحب الموت فانك لن ترى الجنه حتى تموت وهل حبان ابن الاسود قال الموت خير يوصل الحبيب الى الحبيب قال عمر ابن عبد العزيز لبعض العلماء عظني فقره ولست اول خليفه تموت قال زدني قال ليس من ابائك احد الى ادم الا ذاق الموت قد جاء التوبه فبك عمر لذلك
وكان الربيع ابن قصيم قد حفر قبرا في داره فكان ينام في كل يوم مره يستدين بذلك ذكر الموت وكان يقول لو فارقها ذكر الموت قلبي ساعه واحده لفسد
وقال عمر ابن عبد العزيز لعند بسه اقرا سر من ذكر الموت فان كنت واسع العيش ضيقه عليك وان كنت ضيق العيش والصحه عليك
وعدد مسعود رضي الله عنه قبل ما من نفس بره ولا فاجره الا والموت خير لها من الحياه ان كان برا فقد قال تعالى وما عند الله خير للابرار
وان كان فاجرا فقد قال تعالى ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما
وقال عمرو بن عبد العزيز انما خلقتم للابد وانما تنقلون منظار الى دار
وعن عباده بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على الارض من نفس تموت ولها عند الله خير تحبهم ترجع اليكم ولها الدنيا الا القصير في سبيل الله فانه يحب ان يرجع فيقتل مره اخرى لما يرى من ثواب الله
وعن فضال ابن عبيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قول اللهم من امنا بك وشهد اني رسولك فحبب اليه لقائك وسخر عليه قضاءك واقن الله من دنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد اني رسولك فلا تحبب اليه لقائك ولا تسهل عليه قضاءك واكثر له من الدنيا
وعن محمود بن لبيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسنتان يكرهما ابن ادم يكره الموت والموت خير له من الفتنه ويكره قله المال وقله المال اقل للحساب
وصح عن الربيع ابن قثيم انه قال ما من غائب ينتظره المؤمن غير لهم من الموت وقال مالك ابن مغول بلغني ان اول سلوك يدخل على المؤمن الموت لما يرى من كرامه الله وثوابه مسعود رضي الله عنه قال ليس للمؤمن راحه دون لقاء الله
