مقال

التبجح بالتعري

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التبجح بالتعري
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، الذي كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس قلبا، ويكفي شجاعته مثلا أنه ما فرّ من معركة قط، وما تأخر عن القتال، وما نكص عند النزال، بل كان إذا حمي الوطيس وقامت الحرب على ساق واحمرت الحدق وتطايرت الرؤوس على أطراف السيوف وتكسرت الرماح على الجماجم، حينها تجد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ثابت الجأش ساكن النفس، عنده من الطمأنينة والثقة بربه ما يكفي أمة وما يفيض على جيش، وكما كان صلى الله عليه وسلم في الغار مع أبي بكر الصديق وقد أحاط بالغار كفار قريش معهم السيوف المصلتة والقلوب الحاقدة يريدون روحه صلى الله عليه وسلم بأي ثمن، وهو أعزل من السلاح؟ فلما رأى تخوف أبي بكر عليه.

قال صلى الله عليه وسلم ” يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد لقد صدق الشاعر حين قال إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا، فإن التعري، ومثله التجسيم ولبس الضيق، والشفاف والقصير وأشباهه، حينما يكون بين الناس في الطرقات والشوارع والمصالح، لا للأزواج في البيوت، فهذا هو التبجح بالتعري، والتصميم عليه، والتفنن فيه، والفتوى بجوازه واحتشامه وتمرير الآباء والأزواج والمحارم له، دياثة وانحطاط جاهلي، وجذب النساء والبنات والأسر لبعضهن من خلال التقليد والتشجيع على اللحاق بالمشهد المقزز في الشوارع احتجاجا أنه محل إعجاب العيون وملاحظتها، أو بحجة أنه لا يوجد غير ذلك في الأسواق، كل هذا مخالف للفطرة ومكافح لها.

وإهانة للإنسان، وبذل من كرامته وكرامتها، وعرض جوهرة ثمينة لتبتذل بين الناس، واستهانة بالأعراض لمن يدّعي الغيرة والشرف، وإن المحصلة هو أن جوهرة ثمينة وعرضا مصونا صار يُعرض، تبتذل وتتلقفها أعين وتلوكها ألسنة ويقترب منها أفاعى، في موجة النفور عن الدين، وفي وقت الحرب الشديدة عليه اليوم، وضعف أهله، في هذه الموجة يتراجع شرفاء، وتنحسر العفة، ويخسر الناس من أعراضهم بعدما خسروا من دينهم وحريتهم وآمالهم وطموحاتهم، وثورتهم موءودة الأحلام، فتذكر وأنت تقرأ كتاب ربك، وأبلغ أهلك، وأبلغ أرحامك وجيرانك وزملاءك وأصدقاءك والناس جميعا، أن التعري ومثله التجسيم عقوبة، وحالة طارئة ترفضها الفطرة، وأبلغهم أن الله سمّى التعري فاحشة.

ومعنى كونه فاحشة أي فَحُش قبحه وزاد سوؤه وإنكاره في الفطرة وفي الشرع، فإن آدم وزوجه طفقا يخصفان أى يرقعان على سوءاتهما من ورق الجنة، على عجل وتستر فليستتر امرؤ ولتستتر مؤمنة كما أمرها الله تعالى، ولا تحتل عليه سبحانه، فالحيلة والمكر على الله لا يجوز، بل يجب أن تنظر فيما شرط الله تعالى من أمره وكيف تستوفي أمر الله الشرعي بالحجاب المأمور، فإن العفة عنوان لهذا الدين، والعفة شكلا ومضمونا، ونحن على خصام مع الحضارة الغربية في إباحيتها وتعريها وقتلها للفطرة أو محاولة انقلاب الفطرة، ونحن أمة شعارها، كما قال جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه، للنجاشي ملك الحبشة “ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة” ونقول للخلق جميعا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى