مقال

الرجال ومساعدة الأزواج

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرجال ومساعدة الأزواج

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان صلى الله عليه وسلم محببا الى القلوب، فتأخذه الجارية بيده فيذهب معها، ويزور أم أيمن وهي مولاة، ولما مدحه وفد عامر بن صعصعة وقالوا أنت خيرنا وأفضلنا وسيدنا وابن سيدنا قال لهم ” يا أيها الناس قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، لا يستجريّنكم الشيطان” وغضب لما قال له رجل ما شاء الله وشئت، وقال صلى الله عليه وسلم ” ويحك أجعلتني والله عدلا؟ بل ما شاء الله وحده” وكان صلى الله عليه وسلم يحب المساكين، ويروى عنه قوله صلى الله عليه وسلم ” اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين” وكان صلى الله عليه وسلم يحرّم الكبر وينهى عنه، ويبغض أهله.

 

 

ويقول صلى الله عليه وسلم ” يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من كل مكان” ويروي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال صلى الله عليه وسلم “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منها قذفته في النار” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فذات يوم كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بيته مُستلقيا على ظهره، وأولاده يلعبون على بطنه، وزاره والي من ولاته، فرآه يلاعب أولاده ويمازحهم، فتعجب مما رأى واستنكر أن يكون حال الرجل في أهله هكذا، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنت كيف حالك مع أهل بيتك؟ فقال الوالي سكت الناطق، وجلس الواقف، ولا أسمع همسا في البيت أي يهدأ الجميع هيبة وخوفا من عقابه.

 

فظن الوالي أنه بتعامله هذا سينال كتاب شكر من سيدنا عمر رضي الله عنه، أتدرون ماذا فعل سيدنا عمر رضي الله عنه عندما سمع بكلامه؟ أمر سيدنا عمر رضي الله عنه بعزله عن العمل الذي وُلي عليه، وقال له اعتزل فإنك لا ترفق بأهلك وولدك، فكيف ترفق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فعلى المسلم أن يكون في تعامله مع زوجته وأولاده كالطفل في الأنس والسهولة دون تحفظ، وإذا خرج للناس كان رجلا وقورا، وأكثر انضباطا، هذه هي أخلاق إسلامنا الجميل، فإن من الرجال من يستنكف أن يساعد زوجته في شغل البيت، ويقول أنا شيخ فلان، وأنا دكتور فلان، وأنا أبو فلان، أقوم بغسل الثياب، وطبخ الطعام، وترتيب البيت، ماذا يقول الناس عني؟ ولماذا لا تساعد زوجتك؟ لماذا تعينها؟

 

لماذا لا تشاركها هموم وأشغال البيت؟ فهل أنت أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل أشغالك وهمومك أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل مقامك أعلى من مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم تقول عنه زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها كان يخدم نفسه، ويحلب شاته، ويخيط ثوبه، ويخصف نعله، فأين أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبعض النساء عندما تسمع مثل هذا الكلام تقول نحن لا نريد من الرجل أن يساعدنا في أمور البيت وتنظيفه وترتيبه وما يحتاجه، نحن نريد فقط الاحترام، والكلمة الطيبة، نريد الابتسامة في وجوهنا، بعض الأزواج ومع الأسف الشديد عندما يدخل بيته بدلا من أن يسلم على زوجته، ويقول “الله يساعدك يا أم فلان على شغل البيت، الله يعطيك الصحة والعافية”.

 

بدلا من أن يبتسم معها يسبها ويشتمها، وربما رفع يده عليها، أي أخلاق هذه أيها الناس؟ والله لو طبقنا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته، لَما رأينا المشاكل في بيوتنا، والخلافات بين الزوج وزوجته، لكننا ابتعدنا عن أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم، فانتشرت المشاكل في البيوت، وكثرت حالات الطلاق بين الأزواج، فيا أخي الزوج، اتقي الله في ضعف زوجتك، وأحسن عشرتها، ولا تحملها من العمل بما هو فوق طاقتها، وساعدها في أمور البيت، واجعل نصب عينيك دائما وصية نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم، حين قال ” واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى