دين ودنيا

الدكروري يكتب عن فضل البذل في سبيل الله

الدكروري يكتب عن فضل البذل في سبيل الله

الدكروري يكتب عن فضل البذل في سبيل الله؟ 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، وهو صلي الله عليه وسلم الذي مرت به الأيام، ويأتي على قريش سنون عجاف أجدبت لها الأرض وكاد يهلك بها القوم فبات الناس في شظف من العيش فما كان من قريش إلا أن طلبوا من سيدهم أبا طالب أن يستسقي لهم فكان أبيض يُستسقى الغمام بوجهه فخرج أبو طالب يستسقي والسماء ما فيها من قزعة ومعه الغلام الصغير محمد صلى الله عليه وسلم وبنيه فأخذ أبو طالب الغلام اليتيم الصغير وهو يتذكر كلمات عبد المطلب ” والله إن لهذا شأنا ” فألصق ظهره بالكعبة واستسقى، فأقبل السحاب من كل جانب وانفجرت السماء بماء منهمر، فقال أبو طالب وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد كثرت الآيات المرغبة في فضل الزكاة والبذل في سبيل الله، فالبذل والكرم والإنفاق صنعة ربانية، وسمة إلهية، والله تعالى أكرم الأكرمين، وجاء بنبيه صلى الله عليه وسلم ليكون أكرم الناس، وأجودهم والواجب على متبعيه ومحبيه أن يهتدوا بهداه، وكما امتحنك الله بالبذل مما تحب في الزكاة، يأتي بعدها الامتحان بالامتناع عما تحب، والإمساك عما ترغب، وذلك بالصيام عن المأكل والمشرب وقبل ذلك صيام النفس، وتهذيب الروح، وإمساك الجوارح فيعيش المسلم شهرا كاملا يزكي فيه نفسه، ويهذب روحه، ويصقل مشاعره فيقول صلى الله عليه وسلم.

“من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” وكأن المسلم إذا وحّد ربه، وآمن برسوله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام رمضان، أصبح مؤهلا بذلك إلى ضيافة عظيمة، ودعوة كريمة، ومنحة جليلة، فيدعوه ربه إلى رحابه، ويناديه إلى أحب البقاع إليه، ليكرّمه أعظم الإكرام، ويجود عليه بأوسع الجود، ويدعوه إلى ضيافة يعود بعدها كيوم ولدته أمه، ولكنه سبحانه وتعالى يتعطف على المدعوين، ويترفق بالزائرين، فيعذر من لم يستطع إجابة الدعوة، ويقبل عذر من حالت ظروفه عن الحضور، ويسجله في صحائف الحاضرين، وسجلات الزائرين، بنيته الصادقة، ويجعل له عوضا عن هذه الدعوة الجليلة بدائل أخرى ينال فيها حظا كبيرا من الأجر والمغفرة، كصيام يوم عرفة، وصلاة العيد، والتقرب بالأضحية.

وكل هذه الأركان عبارة عن مدارس ربانية، ومناهل إيمانية، ومراتع تربوية، تهذب فيها النفوس، وترتقي الأرواح، وتتعود على جميل الخلال، وكريم الخصال، وروائع الأخلاق فيصبح المسلم بالقيام بها مثالا رائعا لكل معاني السمو والرفعة، والخلق والإحسان والمثل، فإن أركان هذا الدين بروعتها وجمالها وجلالها ليست عنتا أو مشقة أو حرجا، بل هي أوامر سهلة، وشرائع يسيرة، وفرائض سمحة، فيها من فنون الخير، وصنوف الفضل، وأبواب المغفرة، وسبل العطاء وراحة النفس، وإرواء الضمائر، ما لا حد له، ولا نهاية لآماده، فعلى المسلم أن يحرص على أركان دينه، وفرائض ربه، وعُمد إسلامه وأن يمضي في مسيرته الإيمانية مع ربه، فيحافظ على الشرائع، ويلتزم المنهج، ويمضي على الصراط المستقيم، للفوز برضوان الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى