مقال

أهل الغدر والخيانة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أهل الغدر والخيانة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد لقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم العهود، والعقود مع المشركين والنصارى واليهود، ووفى لهم بما تضمنته هذه العقود، دون أن يغدر بهم أو يخون، بل كانوا هم أهل الغدر والخيانة، ومن ذلك الوفاء بالكيل والميزان فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأن الله تعالى قال “ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعدوا فى الأرض مفسدين” فمن غش في بيعه وشراءه وسلعته فليس من الإسلام في شيء، وقال صلى الله عليه وسلم “من غشنا فليس منا” وكذلك الوفاء بالنذر فالمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد الله على أدائه، والنذر هو أن يلتزم الإنسان بفعل طاعة لله سبحانه وتعالى.

ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر، فيقول الله تعالى “يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا” ويشترط أن يكون النذر في خير، أما إن كان غير ذلك فلا وفاء فيه، ومن ذلك الوفاء بالوعد، فالمسلم يفي بوعده ولا يخلفه، فإذا ما وعد أحدا، وفي بوعده ولم يخلف لأنه يعلم أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان” متفق عليه، وقال الإمام مالك إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه، وقال أيضا ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الإمام الشافعي فقال أجمع المسلمون على أن من استبان له سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لم يحلّ له أن يدعها لقول أحد، وقال أيضا إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت، وقال الإمام أحمد من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة، وقال أيضا لا تقلد في دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به، وقال الحميدي روى الشافعي يوما حديثا فقلت أتأخذ به ؟ فقال رأيتني خرجت من كنيسة أو عليّ زنار حتى إذا سمعت عن رسول صلى الله عليه وسلم حديثا لا أقول به ؟ وهذا كله يدل على تعظيمهم لأقوال نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويدل على تأدبهم مع إمامهم عليه الصلاة والسلام، وعلى شدة محبته صلى الله عليه وسلم، ويقول الإمام الطحاوي ” ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام”

وقال ابن أبي العز أي لا يثبت إسلام من لم يسلم لنصوص الوحيين وينقاد إليها ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه، وروى البخاري عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال ” من الله الرسالة ومن الرسول البلاغ وعلينا التسليم وهذا كلام جامع نافع ” فمن أحبّ سيد ولد آدم فليعظم أقواله وسننه أكثر من تعظيمه لقول مَن سواه من البشر، أما دعوى محبته مع مخالفته أو مع تقديم قول غيره على قوله فهذه دعاوى و” لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه ” كما في الصحيحين عنه صلي الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى