مقال

إباحة السعي في الأرض

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن إباحة السعي في الأرض
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 3 ديسمبر

الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد لقد أباح المولى سبحانه وتعالى العمل في موسم الحج في حال أداء الحج لتلك الفريضة، وروي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت ” ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ” رواه البخاري في موسم الحج ولبعضهم، فلما جاء الإسلام تأثموا أن يتجروا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله هذه الآية، وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج يقولون أيام ذكر فأنزل الله تعالي.

” ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم” وقال ابن جرير سمعت ابن عمر سئل عن الرجل يحج ومعه تجارة فقرأ بن عمر، ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم، رواه أحمد عن أبي أمامه التيمي وعن أبي صالح مولي عمر قال قلت يا أمير المؤمنين كنتم تتجرون في الحج قال هل كانت معايشهم ألا في الحج، وأباح سبحانه السعي في الأرض طلبا للحلال وخفف سبحانه وتعالى عليهم في التكاليف لغرض الضرب في الأرض، ويقول القرطبي رحمه الله سوى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله الإحسان والافضال، فكان هذا دليلا على أن كسب المال بمنزلة الجهاد، لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله تعالي، وقال ابن مسعود رضي الله عنه.

أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان له عند الله منزلة الشهداء وقرأ ” وآخرون يضربون في الأرض” وقال ابن عمر رضي الله عنهما ما خلق الله موته أمواتها بعد الموت في سبيل الله أحب إلى من الموت بين شعبتي رحلي ابتغي من فضل الله ضاربا في الأرض، وقال طاووس الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على العمل ونبذ البطالة والتعرض للمسألة فقد أخرج الإمام أحمد والبخاري عن الزبير بن العوام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيجئ بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكيف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه”

ويقول ابن حجر رحمه الله وفيه الحض على التعفف عن المسألة والتنزه عنها ولو امتهن المرء نفسه في طلب الرزق وارتكب المشقة في ذلك، ولو لا قبح المسألة في نظر الشرع لم يفضل ذلك عليها وذلك لما يدخل على السائل من ذل السؤال ومن ذل الرد إذا لم يعط، ولم يدخل على المسؤول من الضيق في ماله أعطي كل سائل، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم السعي على النفس أو لأبناء أو الآباء يعدل الجهاد في سبيل الله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع شاب من الثنية فلما رأينا رميناه بأبصارنا فقلنا لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال “وما سبيل الله إلا من قتل من سعى على والديه ففي سبيل الله ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعي مكاثرا ففي سبيل الطاغوت” رواه الطبراني، وفي رواية ” ففي سبيل الشيطان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى