خواطر وأشعار

الــــــوان الحــــرمـــــان

جريدة الأضواء

الــــــوان الحــــرمـــــان

بقلم / د . اشرف هوازل

وتقع المظالم في الأرض فلا ترفعها العدالة الأرضية المحدودة .

وهل تستطيع عدالة الأرض مهما سمت .

ومهما اتسعت آفاقها .

أن تزيل كل مظالم الاحياء ؟

كان الرسول يقول .

( إنما أنا بشر ، وإنكم لنختصمون إلي ّ ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأفضي له علي نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئاً ، فإنما أقطع له قطعة من النار )

ذلك وهو رسول والوحي ينزل عليه .

فكيف بالبشر المحجوبة بصائرهم عن غيب الله وغيب النفوس .

هذا في المظالم الفردية .

أما في المظالم الجماعية .

فليس في الأرض نظام مهما كان من عدالته يمكن أن يكون عادلا لجميع البشر وفي جميع الحالات . علي الأقل لأن تطبيقه في يد البشر المعرضين دائما للخطأ والانحراف .

وحسب أي نظام أن يسعي إلي العدالة لأكبر مجموعة من الأمة .

أما كلها .

فليس في وسع البشر أن يحققوا ذلك علي الأرض .

فكيف يكون حين يفقد الناس ثقتهم باليوم الآخر .

وبعدالة الله المطلقة تعوضهم في ذلك اليوم عن ظلم الأرض وتنتقم لهم من الظالمين .

ليس التواكل .

وليس تخدير الشعوب لتسكت عن حقوقها المسلوبة .

كلا لا نقصد إلي شيء من ذلك ولا يرضي الإسلام بهذا المنكر الخطير .

{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في الأرض .

فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا } .

{ إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يغيروا عليه أو شك الله أن يعمهم بعقاب } .

ليس السكوت عن الظلم هو مايقصد إليه الإسلام .

ولكنها المظالم التي لا تدركها عدالة الأرض ولو قصدت إلي ذلك واتخذت إليه كل سبيل وألوان الحرمان التي لا تملك الدولة ولا المجتمع أن تزبلها الضعيف المحروم من القوة .

المريض المحروم من الشفاء .

الطموح المحروم من المواهب .

الفتاة العاطلة من الجمال .

الام المحرومة من الأبناء .

فكيف يعيش المظلومون .

وهم لا يرجون ثواب الآخر ولا يثقون في عدالة الله .

وكيف يعيش المحرومون .

وهم لا يأملون في عطاء الله السابغ وتعويضه الكريم لهم عن الحرمان الذي صبروا عليه .

هل يمكن أن تكون حياتهم سوى أحقاد مريضة وشقاء مرير .

أو جرائم يضطرب لها وجه الأرض .

وهل يملك العلم لهم من علاج إلا العقيدة التي تبعث في نفوسهم الأ

مل وتطلق في ظلماتهم شعاعا من النور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى