مقال

صفات أمم غضب الله عليها

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن صفات أمم غضب الله عليها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم السبت 28 اكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان صلي الله عليه وسلم يواسي زوجاته، ويجبر بخاطرهن، فقد روي عنه أنه صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم على زوجته صفية بنت حُيي رضي الله عنها وهي تبكي، فسألها عن سبب بكائها، فأخبرته أن حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها قامت بتعييرها أنها ابنة يهودي، فجبر النبي صلى الله عليه وسلم بخاطرها، وقال لها بأن تقول أنا زوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى، ونظر إلى زوجته الأُخرى وقال لها أن تتقي الله، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحل مشاكله بحكمة، كما كان صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لهن.

فكان يشاورهن ويشكي لهن همومه وما يحصل معه، فقد أخذ بمشورة زوجته أُم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، وكان لرأيها أثر عظيم في الصحابة، وإن المتاجرة بكلمة الحق والعدول عنها إلى الباطل والنفاق والمجاملة ليست من سلوكيات المسلمين ولا من صفاتهم وإنما هي صفات أمم غضب الله عليها ولعنها من اليهود والنصارى، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة النساء ” يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق” وقال تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون” وإن واقعنا اليوم يشهد بأن هناك خلل وضعف وتهرب من قول كلمة الحق، بل هناك من يتاجر بها فسفكت الدماء في بلاد المسلمين.

وانتهكت الأموال والأعراض وحدث الشقاق والنزاع وحدث الخلافات بين أفراد هذه الأمة واستطال المسلم في عرض أخيه وماله ودمه، وبهذا السلوك تم تبرير ظلم الظلمة وتجبر الطغاة وتغييب الحق والعدل، ولماذا يلجأ المرء إلى المتاجرة بكلمة الحق والسكوت عن قولها؟ هل خوفا من الموت وطلبا للحياة؟ فإنها بيد الله تعالى، أم من أجل حفنة من المال؟ أم طمع في منصب أو جاه؟ فإن ما عند الله خير وأبقى، ثم إن قول كلمة الحق لا يقرب من أجل ولا يحرم من رزق فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم “رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا “لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه، أو شهده، أو سمعه”

أم أن سبب ذلك الخوف والجبن؟ فأين إيمانك؟ وأين عقيدتك؟ وأين خشيتك من الله عز وجل، فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه‏‏؟ ‏‏قال يرى أمرا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة ما منعك أن تقول ‏في ‏‏كذا وكذا‏‏؟ ‏‏فيقول خشية الناس، فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى ” رواه ابن ماجة، والله عز وجل يقول كما جاء فى سورة الأحزاب “والذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله” وقد توعد الله عز وجل، الذين لا يقولون الحق ويعدلون عنه إلى غير بعذاب شديد فقال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الأنعام ” اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى