مقال

الإعداد الخلقي للشباب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإعداد الخلقي للشباب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم الأثنين 30 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالَمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، فاتقوا الله تعالى، واعلموا أنه يجب على كل مسلم ومسلمة معرفة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي هي من الأصول الثلاثة، التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها، والعمل بها، ويُسأل عنها في قبره، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن من أهداف الإعداد الخلقي للشباب هو تغيير اتجاهات الشباب النفسية والفكرية المتعارضة مع السلوك الإجتماعي المرغوب فيه إلى التغيير المرغوب فيه، والمتناسب مع عقيدة المجتمع وقيمه ومظاهر سلوكه الخلقي وهذا يقتضي إزالة التناقض بين الأنظمة والقوانين المسيرة للحياة من ناحية.

ورغبات المجتمع وتطلعاته وآماله المستمدة من عقيدته أخلاقه من ناحية أخرى حيث تعاني مجتمعاتنا من تباين القوى والعوامل المؤثرة فيه، والموجهة لسلوك الشباب حيث تتعدد الاتجاهات السلوكية وتتعارض كثيرا، وكذلك أيضا ربط التقدم الاقتصادي، والتكيف الاجتماعي بالأخلاق، فالتقدم الاقتصادي لا يعتمد على ما تملك الأمة من إمكانات مادية، وقوي بشرية متعلمة مدربة فحسب، بل على ما يتحلى به الأفراد العاملون المنتجون من سلوك أخلاقي يحكم علاقات الإنتاج، ويحقق التعاون، ويعمق الإحساس بالمسؤولية، ويصون الحقوق العامة والخاصة، ثم ما يساعد الأفراد على زيادة التكيف الاجتماعي والتوافق النفسي في المجتمع، وتحقيق التوازن بين القيم الأخلاقية النظرية والقيم الممارسة في المجتمع. 

والأخذ من العادات والتقاليد بما يتمشى مع قيم الإسلام الثابتة التي يتطور الناس ليرتقوا إليها وليمارسوها في صور أفضل من ممارستها في أجواء الجهل والتخلف، وهذا التوازن هو الذي يحقق ما يسمى بالتكيف مع المتغيرات، ويساعد على إعادة النظر في العادات والتقاليد الاجتماعية لتتطابق كلها مع قيم الحياة التي يتطور الناس حولها، ويغيرون من أساليبهم وطرقهم لملاءمتها، وإن أحباء الله عز وجل هم الذين ورثوا الحياة الطيبة، وذاقوا نعيمها بما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم، وبما وجدوا من حلاوة في قلوبهم، لا سيما إذا خطر على بالهم ذكر مشافهته، وكشف ستور الحجب عنه في المقام الأمين والسرور، وأراهم جلاله، وأسمعهم لذة كلامه، ورد عليهم جواب ما ناجوه به أيام حياتهم. 

وكما أن المحب لله سبحانه لا يقبل انتهاك حدود الله، وتجاوز أوامره، وإن من ثمرات محبة الله في الحياة الدنيا التوفيق والسداد في شؤؤن الحياة كلها، ولقد أمرنا الله عز وجل بالتقوي والخشية منه تعالي وإن مفهوم التقوى هو أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه، وتقوى العبد لربه عز وجل هو أن يجعل بينه وبين ما يخشاه، من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه، فقال ابن عباس رضي الله عنهما “المتقون هم الذين يحذرون من الله وعقوبته” والتقوى هى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله، وعرّف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه التقوى فقال هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى