مقال

الأزواج و تتبع العثرات

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأزواج و تتبع العثرات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء 1 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بمعاشرة الزوجات بالمعروف، ومعنى المعاشرة بالمعروف أي العفو والمسامحة، فهناك زوج لا يعفو، وإن استرضي ولم يرضي، وإن اعتذرت له، توسلت إليه، وترجته، فهو حقود، فإن كنت حقودا، إن لم تسامح، إن لم تعف، فأنت عاصي لله عز و جل، وإن من المعاشرة بالمعروف هو نسيان الهفوات، وترك تتبع العثرات، وهذا من معاني أن العقوبة على قدر الذنب تماما، تأديبا لا انتقاما، وأحيانا هناك أزواج يستخدمون سلطتهم استخداما تعسفيا لسبب تافه، أو لذنب صغير، أو لهفوة يحلف عليها بالطلاق.

ويطردها من البيت في منتصف الليل، لا، لا يجوز هذا، أساسا الحمقى لهم ردود فعل عنيفة جدا، ورد الفعل عنيف لا يتناسب مع الفعل، أما الموفقون في حياتهم الموصولون بالله، يلقي الله في قلبهم الحكمة، فلا يعاقب إلا بقدر الذنب، والنبي صلي الله عليه وسلم إذا كان أعرض عن زوجاته، فإذا كنت زوجا ناجحا جدا يجب أن يكون إعراضك عن زوجتك أكبر عقاب تعاقبها به، الإعراض فقط، أما السباب والشتائم فإنك ستتلقى المثيل، ليس هذا من الحكمة، وليس من المعروف والإحسان، ولا من هذه الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي توصي الرجال بالنساء، إن المعاشرة بالمعروف بين الأزواج هو أنه ليست المعاشرة بالمعروف كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، لذلك تروي القصص أن رجلا كان عنده زوجة سيئة فقيل له طلقها.

فقال والله لا أطلقها فأغش بها المسلمين، قد أطلقها، ويأتي إنسان يتزوجها، إن فعلت هذا غششت بها المسلمين، فصبر الزوجة على زوجها أو صبر الزوج على زوجته باب من أبواب الجنة، وهذه الدنيا دار ابتلاء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، من عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، وعن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره” رواه مسلم، وإن الجار هو أحد ثلاثة، إما أن يكون جارا غير مسلم، فهذا له حق الجوار فقط، وإما أن يكون جارا مسلما، فهذا له حق الجوار، وحق أخوة الإسلام.

وإما أن يكون جارا مسلما قريبا، فهذا له حق الجوار، وحق أخوة الإسلام، وحق صلة الرحم، وهكذا فإن للجار على الجار حقوق كثيرة منها هو إذا استعانك أعنته، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن استطاع منكم أن ينفع أخاه، فليفعل” رواه مسلم، فخير الناس

 للناس، وخير الناس مَن كان في عون الناس لأن الناس لا يستغني بعضهم عن بعض، ويقول علقمة بن لبيد يوصي ولده “يا بُنيّ، إن احتجت إلى صحبة الرجال، فاصحب من إن صحبته زانك، وإن أصابتك خصاصة أعانك، وإن قلت سدد قولك، وإن صُلت قوّى صولتك، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن نزلت بك إحدى المهمات واساك، من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى