مقال

الرسالة الإسلامية في التعليم والتعلم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرسالة الإسلامية في التعليم والتعلم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 14 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، أما بعد، إن من الناس قوم أهل سذاجة وهم دوما بحاجة إلى علم وتعليم، ومن مروءة العلماء والدعاة أن يصبروا عليهم ويتخيرون من بدائع الأساليب ما يبهج خواطرهم ويفتح مداركهم فيتعلمون ما يصلح الله به حالهم في العاجلة والآجلة، وهناك استغاثات كاذبة جائرة ظالمة تفنن أهلها في التشكي الدائم وتراهم يظلمون الناس ثم يهرعون بعد ذلك طالبين الغوث كأنهم مظلومون، ويكاد العقلاء يعرفونهم في لحن القول وبما يشيعه الناس عنهم، وهم طبقة الختالين على المجتمع حيث يقوم أحدهم بضرب الناس وإيذائهم ثم يسارع بطلب الغوث من دوائر الإنقاذ والإجارة بين الناس.

بتجهيز تقرير طبي وتلفيق تهم باطلة لأناس ليس لهم في هذه المواهب أدنى نصيب، ورحم الله أياما كان الناس فيها يقدرون هذه الرسالة الإسلامية في التعليم والتعلم، فيذهبون بأولادهم إلى المربين والمعلمين ليهذبوا أخلاقهم، ويرشدوا عقولهم، ويشحذوا هممهم، ولقد كان قول عتبة بن أبى سفيان لمؤدب ولده “ليكن أول إصلاحك لولدى إصلاح نفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنته، والقبيح ما استقبحته، علمهم كتاب الله، وروهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تكرههم على علم فيملوه، ولا تدعهم فيهجروه، ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يُحكموه، فازدحام العلم في السمع مضلة للفهم، وعلمهم سير الحكماء وهددهم وأدبهم دونى، ولا تتكل على كفاية منك، واستزدني بتأثيرك، أزدك إن شاء الله تعالى” 

وقيل أن الأحمر النحوى قال “بعث إليّ الرشيد، لتأديب ولده محمد الأمين، فلما دخلت قال يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، وثمرة قلبه، فصيّر يدك عليه مبسوطة، وطاعتك عليه واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقرئه القرآن، وعرّفه الآثار، وروّه الأشعار، وعلمه السنن، وبصّره مواقع الكلام وبدأه، وامنعه الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا إليه، ورفع مجالس القوّاد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فيها فائدة تفيده إياها، من غير أن تخرق به فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، وقوّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما، فعليك بالشدة والغلظة” وقال العلامة ابن القَيم رحمه الله “فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدى.

فقد أساء إليه غايةَ الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا” فإن قراءة كتاب في فقه التربية الإسلامية للأولاد ووضعه في مكتبة البيت، لن يكلفنا كثيرا من أموالنا وأوقاتنا، واستماع عدة محاضرات في فقه التربية لن يأخذ منا الكثير من أوقاتنا أيضا، في سبيل الوصول إلى فقه تربوي صحيح، وإن مطالعة القرآن وآياته الكريمة، ومطالعة السنة النبوية، وقَصص التربية، زاد كبير، ورصيد شرعى عظيم لمن أراد التوفيق والهداية، فلقد كان الناس وما زالوا يستبشرون ويتفاخرون بكثرة الأبناء ويراودهم حلم بأن يرزقهم الله ذرية طيبة حسني الخلق والخلقة، يتحلون بعقيدة سليمة صلبة. 

وعبادة خاشعة وخلق أصيل وبعقول متفتحة واعية ونفسيات مستقرة وأجسام قوية ومعرفة بواقع الحياة وظروف العصر وبنفس تفيض خيرا وطهرا وعطاء فهل يحقق الأبناء ذلك ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى