مقال

السعيد هو الذي أسعده الله في قبره

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السعيد هو الذي أسعده الله في قبره
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 18 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين واللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، وأشهد أن لا إله إلا الله الغني الحميد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، فإن حمد الله، والثناء عليه، والإكثار من ذكره، أجل وأفضل من النعم التي أنعم بها من صحة ورزق، وتوسعة عليكم في أمور الدنيا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أنعم الله على عبد بنعمة، فقال الحمد لله إلا كان ما أعطى أفضل مما أخذ” وقال ابن القيم رحمه الله “فإن حمده لولي الحمد نعمة أخرى.

هي أفضل وأنفع لهن وأجدى عائدة من النعم العاجلة، فإن أفضل النعم وأجل النعم على الإطلاق نعمة معرفته تعالى وحمده وطاعته” وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أحب الكلام عند الله تعالى أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك” وروى البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجد في الليل، يقول “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، اللهم لك الحمد أنت الحق” بل جاء رجل من الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فاستفتح بصلاته هذا الصحابي “الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا” فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم سأل من المتكلم بهذه الكلمات.

فقال الرجل “أنا” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “عجبت لها فتحت لها أبواب السماء” رواه مسلم، وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” وإن السعيد هو الذي أسعده الله في قبره، وأقر عينه في لحده، حتي إذا أدخل في ذلك القبر وأنزل في ذلك اللحد، وثبت الله له الجنان، وسدد له اللسان فقال ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم، فنادي منادى في السماء “أن صدق عبدي ففرش له من الجنان, وفتح له منها, يأتيه من الروح والريحان، فقال يا رب أقم الساعة يا رب أقم الساعة شوقا إلي رحمة الله وحنينا إلي عظيم ما ينتظره من فضل الله، وإن السعيد هو الذي إذا بعث من قبره، وخرج من حشره ونشره.

خرج مع السعداء الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون، والسعيد هو الذي إذا دنت الشمس من الخلائق، واشتد لهيبها وعظم حرها، فإذا به في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، والسعيد هو الذي إذا وقف بين يدي ربه وقف موقف الكريم، فأعلي الله شأنه وأنطق بالخير لسانه، ونادي منادي الله عليه بالبشرى بالجنة، والسعيد هو الذي ينتهي مآله ويكون قراره إلي الجنة دار السعداء, ومنزل الأتقياء وهذه هي السعادة الحقيقة، فإن راحة الضمير واطمئنانه، وهدوء البال، وصفاء النفس، وسرور القلب، وزوال همومه وغمومه، هو المطلب الأعلى، والهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل واحد في هذه الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى