مقال

العناية في الشريعة المحمدية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن العناية في الشريعة المحمدية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 25 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إنه أمر قرآني أن يقابل الإنسان إنعام الله عليه بالمال، أو بالصحة، أو بالوقت، بالإحسان على الآخرين، وتقديم الخير لهم، سواء بالمال، أو بالمشورة الصادقة، أو بالمواساة، لإن فعل الخير يعطي الخيرية لأصحابه، وكما أن فعل الخير يسبب الراحة النفسية حيث تقول الدراسات العلمية إن الإكثار من فعل الخيرات يؤثر إيجابيا على الحالة النفسية للإنسان بل وتقي من أمراض القلب، والخير الذي أشار الله إليه، ينتظم في كل بر، ويشمل كل عمل صالح.

فطاعة الله خير والإحسان إلى الناس خير والإخلاص والنية الطيبة خير، والإحسان إلى الناس خير وبر ذوي القربى خير والقول الجميل خير، ونظافة الجسد خير، وإماطة الأذى عن الطريق خير، وغراس الأشجار خير، والمحافظة على البيئة من التلوث خير، واحترام الآخر خير، والصدق خير والالتزام بالوعد والعهد خير، وبر الوالدين خير وإغاثة الملهوف خير، ورعاية الحيوان خير، والرياضة البدنية خير، وكل عمل ينهض بالفرد ويرقى بالمجتمع فهو خير، والدعوة إلي الله تعالى خير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خير، والعدل خير والسلام العالمي خير، والاستزادة من العلم والحكمة خير، ولقد بلغت عناية الشريعة المحمدية في منع أذى المؤمنين والتحذير من الإضرار بهم.

ولو كان القصد حسنا والهدف نبيلا، وقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال عليه الصلاة والسلام له” اجلس فقد آذيت” رواه أبي داود، وإذا كان الأمر كذلك فكيف بالأذى المقصود والأذية المتعمدة لأجل الأغراض الشخصية والمنافع الدنيوية؟ وإن جُرم الأذى يزداد إثما وبهتانا ويشتد عند الله كرها ومقتا حينما يتجه إلى دار من الجيران، أو يتوجه لأحد من الصالحين، فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذى جاره” رواه البخارى، ويقول عليه الصلاة والسلام “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه” رواه مسلم وبوائقه أى غوائله وشروره، ونبينا صلى الله عليه وسلم يحذر تحذيرا واضحا صريحا عن الأذية بعباد الله الصالحين.

فيقول صلى الله عليه وسلم”إن الله جل وعلا يقول من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب” رواه البخارى، وإن دفع الأذى عن المسلم عند الله عز وجل أمر محمود وفعل مرغوب، فنبينا صلى الله عليه وسلم وهو قائد الإصلاح والخير والبر يقول “عُرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن” رواه مسلم، وأخرج أيضا في باب فضل إزالة الأذى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله، لأنحّين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة ” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى