مقال

إضاعة الوقت في المقارنات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إضاعة الوقت في المقارنات
بقلم / محمــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 27 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، إن واجب الأبناء نحوالأم أن يكونوا قرة عينها، وأن يتسابقوا جميعا على مساعدتها ونيل رضاها وبرها، وأن يدخلوا السرور إلى قلبها قدر الإمكان وألا يتسببوا في حزنها أبدا، وبالدعاء للوالدين بالمغفرة ترفع درجتهما في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول يا رب أنى لي هذه؟ فيقول باستغفار ولدك لك” رواه أحمد، وكما أن من حق الآباء على الأبناء بعد وفاتهما هو انفاذ عهدهما وقضاء دينهما فمن مات والداه وتركا دينا عليهما.

أو وصية من بعدهما، فعلى الأبناء أن يقضوا عنهما الدين، وأن يؤدوا وصيتهما، وذلك من تركة الوالدين قبل قسمتها، أو من مال يتبرع به الأبناء على الوالدين، فقد قال الله تعالى في آيات المواريث ” من بعد وصية يوصي بها أو دين” أي أن قسمة المواريث إنما تكون بعد قضاء الدين وأداء الوصية وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نفس المؤمن معلقة بدينه، حتى يقضى عنه” رواه أحمد، وكما إن من بر الوالدين بعد وفاتهما هو قضاء ما عليهما من نذر، فمن مات من الوالدين وقد نذر أن يتقرب إلى الله تعالى بطاعة معينة، كالصوم أو الحج أو الصدقة أو غير ذلك من الطاعات، ولم يتمكن من الوفاء بنذره قبل موته، فمن بر أبنائه به أن يقضوا عنه نذره إن كان في استطاعتهم.

وإن من الأسباب التي تدفعك لمقارنة نفسك هو شعورك بعقدة النقص التي تدفعك لأن تفكر بمبدأ “هي أو هو ناجح وأنا فاشل” وتقول لنفسك أنه لا يوجد ما يكفي من المكانة، الجمال، المال، الأحبة، السعادة، الشباب، وتلك هي العقد التي تدمرك، فتصبح مشلول الحركة، لا يمكنك التصرف ولا المضي قدما وتحسين ذاتك، لذا تجنب التفكير بالأبيض والأسود فقط وتبنى الخيارات المتاحة وفكّر بأنه يمكنك أن تكون ناجحا في عملك وأن يكون زميلك ناجح في نفس الوقت، بأن يكون لصديقك علاقة زواج ناجحة ولديك علاقة ناجحة أيضا، ثم إن التعامل بطريقة مرضية مع شعورك بتميز الآخرين عليك يجعلك تعمل على أن تكون بدورك شخصية أكثر مراعاة لمشاعر الآخرين وحريصا على التعامل مع الجميع بطريقة لطيفة.

لذا كن طرفا محالفا لنجاحات الآخرين وشاركهم الاحتفال، فعندما تحتفل بانجازات شخص آخر، ستسمح لنفسك بإلغاء الحاجة للمقارنة، بالإضافة إلى ذلك يمكنك جذب المزيد من الامتنان والفرص، حيث يحتفل الناجحون بالناجحين الآخرين، لأنهم يفهمون رحلتهم وتضحياتهم من أجل تحقيق هدف ما وأهم ما في الأمر أن تفكر في الأفعال التي يمكنك القيام بها من أجل الاقتراب من هذه الأهداف، وأولها المسارعة بوضع خطة من أجل العمل على تحقيقها في حياتك، ولا يتم كل ذلك إلا بالتركيز على نقاط قوتك الفريدة من نوعها إذ لديك مواهب ومهارات وقدرات تميزك عن غيرك، مع ذلك فإنك تلغي المهارات الأكثر أهمية عند مقارنة نفسك مع آخرين، تذكر أن أفضل الناجحين لم يقلدوا ناجحا آخر.

بل يعرفون قيمة مأثرهم ومهاراتهم الفريدة ومن لا يحاول طلاء جدارية حياته القاتمة بألوان الارادة الزاهية ويشغل نفسه بمتابعة أحوال الآخرين، فذلك يضيع على نفسه فرصة الاستمتاع باللحظة الراهنة وما تهديها له، لأن دائرة المقارنات لا تنتهي وستجد دوما من هو أفضل منك، لذا فإضاعة الوقت في المقارنات مسألة غير مجدية إذ لا نهاية لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى