مقال

ميول للتوحيد والعقيدة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ميول للتوحيد والعقيدة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 26 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد دخل فتى صغير إلى محل تسوق وجذب صندوق مشروبات غازية إلى أسفل كابينة الهاتف ووقف فوق الصندوق ليصل إلى أزرار الهاتف، وبدأ باتصال هاتفي، انتبه صاحب المحل إلى الموقف وبدأ بالاستماع إلى المحادثة التي أجراها هذا الفتى، قال الفتى للطرف الآخر سيدتي، هل يمكنني العمل لديكي في تهذيب عشب حديقتك؟ أجابت السيدة عبر الهاتف لدي من يقوم بهذا العمل، قال الفتى سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص.

قالت أنا راضية بعمل ذلك الشخص ولا أريد استبداله، فألح وقال سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف أمام منزلك، وستكون حديقتك أجمل حديقة في البلد، ومرة أخرى أجابته السيدة بالنفي، تبسم الفتى وأقفل الهاتف، تقدم صاحب المحل الذي كان يستمع إلى المحادثة إلى الفتى وقال له لقد أعجبتني همتك العالية، وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك وأعرض عليك فرصة للعمل لدي في المحل، أجاب الفتى الصغير لا ، وشكرا لعرضك غير أني فقط كنت أتأكد من جودة عملي الذي أقوم به حاليا لأنني أنا الذي أعمل عند هذه السيدة التي كنت أتكلم معها، وقيل إنه كان هناك نجار تقدم به العمر، وطلب من صاحب العمل أن يحيله إلى التقاعد ليعيش بقية عمره مع أولاده، فرفض صاحب العمل طلب النجار ورغبه بزيادة مرتبه.

فأصر النجار على الخروج من العمل، فقال له صاحب العمل إن لي عندك رجاء أخيرا وهو أن تبني منزلا أخيرا من الخشب هذا، آخر عمل أكلفك به، ثم أحيلك إلى التقاعد، فوافق النجار على مضض، وبدأ بالعمل، وحيث أن هذا آخر شيء، استعمل مواد رديئة، وأسرع دون الجودة، مع أنه كان مبدعا ومتميزا، فانتهى من البناء بوقت قصير، وسلم صاحب العمل مفاتيح المنزل الجديد، وقال اسمح لي بالرحيل، إلا أن صاحب العمل استوقفه وقال له هذا أصلا هديتي لك، ونيتي أن يكون هذا المنزل على حسابي نظير سنوات عملك في المؤسسة فأرجو أن تقبله مني، ولابد أن يوجد لدينا اختيار الأشياء التي نحبها ونتقن فيها، فقد يحسن الإنسان في شيء ولا يحسن في آخر، ميوله وإمكانته في أشياء.

واكتشاف هذه الميولات مهم جدا من الصغر، ثم الإنسان إذا احتسب الأجر في العملية، نحن مسلمون وبالتالي فإن قيام الواحد منا بالإتقان هو عبادة، هو يعلم أن الله يحب هذا، وإن قضية التخصص مثلا التي تتبع مسألة الميول السابقة، هي قضية مهمة، كأن تكون في العلوم الشرعية، فهذا عنده ميول للقراءات، وهذا عنده ميول للحديث، وهذا عنده ميول للفقه، وهذا عنده ميول للتوحيد والعقيدة، وهكذا يبدع المبدعون، لا أن يصبح الأمر لأن القسم أقفل ومالك إلا القسم الثاني، فيدخل كثير من الطلاب أقساما ليس لههم بها هواية، أو لمجرد أن المجموع ما جاء كذا، والدرجة ما جاءت كذا، وهذا أقفل، ما هناك استيعاب لميول الطلاب، ولا اكتشاف أصلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى