مقال

الإنسان أشرف من الجن

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإنسان أشرف من الجن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 29 نوفمبر

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن الحديث عن الزواج حديث ذو شجون، وهناك العقبات التي تقف أمام الزواج في طريق الزواج، وتؤدي إلى تأخيره أو تعسيره على أبنائنا وبناتنا، ومنها إنتشار بعض المفاهيم الخاطئة حول الزواج وتأخيره، فيؤخر الزواج لدى كثير من الذكور والإناث بحجة إكمال الدراسة، أو الحصول على الوظيفة، أو القدرة المالية، أو عدم الرغبة في الارتباط المبكر، أو غير ذلك من الأسباب التي أوهمت بها أدمغة الناس والشباب.

بسبب لوثَات الأفلام والمسلسلات والقنوات، وإن من المؤسف أن يصل بعض الشباب إلى سن الثلاثين والأربعين، وهو لم يفكر بعد في موضوع الزواج، وإن تأخير الزواج مخالف للسنة الشرعية كما هو مخالف للسنة الفطرية، وقد قرر المتخصصون في علم الاجتماع والحياة أن الزواج المبكر هو أنجح الزيجات حتى ولو تعثرت الظروف المادية، وأنه سبب لاستقرار الصحة النفسية والجسدية، هذا بالإضافة إلى اكتمال الدين والعفاف وحصول الإحصان في بداية الحياة، وإنه لا تعارض حقيقة بين الزواج ومتطلبات الحياة الدنيوية، ذلك أنه جزء من الحياة الطبيعية، فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب، والناكح يبغي العفاف” رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه.

ومن هنا نقول ماذا تنفع المرأةَ بالذات شهاداتها إذا بقيت عانسا قد فاتها ركب الزواج، ولم تسعد في حياتها بزوج وأولاد، يكونون لها زينة في الحياة، وذخرا بعد الوفاة، كم من امرأة فاتها قطار الزواج، وذهبت نضارتها، وذبلت زهرتها، وتمنت بعد ذلك تمزيق شهاداتها، لتسمع كلمة الأمومة على لسان وليدها، وإن الله تعالى كرم آدم عليه السلام وفي تكريمه تكريم لذريتة، فقال تعالى ” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” ولم يثبت مثل هذا التكريم للجن لا في الكتاب ولا في السنة فتبين بذلك أن الإنسان أشرف من الجن ولكن الذي يجعل الجن يطغون ويتعاظمون ويؤذون هو استعاذة الإنسان بهم وتعظيمه لهم وإكبارهم فيزدادون طغيانا.

فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء في سورة الجن “وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا” أي طغيانا وعلى هذا فلا سلطان للجن أي الكفار منهم والشياطين، ولا قوة لهم على الإنسان إلا إذا كان ضعيف الإيمان أو غافلا عن ربه وذكره سبحانه وبذلك يكون عرضه لعبث الشياطين به، وقال تعالى كما جاء في سورة النحل “إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى