مقال

محاباة ولا تفرقة في الحرمات

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن لا محاباة ولا تفرقة في الحرمات
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن من أسباب الثبات على دين الله تعالي هو استشعار عظمة الله تعالى وقدرته ومراقبته، فمن كان الله عز وجل في قلبه عظيما فلن ينحرف مع المنحرفين، ولن يزيغ مع الزائغين، وعلى قدر مراقبة الله وعظمته في قلب الإنسان يكون ثباته، ومن أسباب الثبات على دين الله تعالي هو الحذر من الانشغال بالدنيا والركون إليها ومتابعة شهواتها ولذاتها والتوسع في مباحاتها، فيا أيها المسلم، لا تجعل الدنيا لك دار خلود وبقاء، ولكن اجعلها دار تزود واستعداد.

فكم من إنسان انحرف بسبب مال حصله، أو منصب سيق له، أو امرأة سلبت عقله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” وكما أن من أسباب الثبات على دين الله تعالي هو تعلق قلب المسلم بالله تعالى، وأن كل شيء بيده، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فإن جاء ترغيب بدنيا بشرط دفع ضريبة من الدين والخلق الكريم فدع ذلك، فما كان لك فسيأتيك، وما صرف عنك فهو خير لك وإن جاء ترهيب لتتنازل عن مبادئ دينك الحق فلا تتنازل، فلن يصيبك إلا ما كتب الله عليك، واعلموا يرحمكم الله أن الشيء الذي يؤدى إلى حرام هو حرام أيضا، وبينت أن التحايل على الحرام حرام، وأن النية الحسنة لا تبرر الحرام.

وأن اتقاء الشبهات من الورع، وأنه لا محاباة ولا تفرقة في الحرمات، فالمحرم على الجميع، وليس هناك استثناءات، وأن الضرورات تبيح المحظورات، ومعنى الضرورات، أن تكون أنت وأهلك على وشك الموت جوعا، أو عريا، أو تشردا، فهذه هي الضرورة التي تبيح المحظور، لا كما يفهمها الناس متوسعين، فكلما شعر بحاجة إلى شيء يقول أن مضطر، ومن خلال هذه الضرورة المتوهمة يبيح لنفسه المحظورات، فإن الحلال والحرام في الحياة الشخصية للمسلم، وهو أن يكون كسبك حلالا، فإن أول شيء يختص في حياتك الشخصية ما تأكله، فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوه” رواه الطبرانى، أى إطعم نفسك حلالا أو اكسب رزقا حلالا.

وإن الحديث يشير إلى المعنيين معا، كل الشيء الذي أباحه الله لك، أو اكسب رزقا حلالا عن طريق الصدق، والأمانة، وعدم الغش، وعدم التدليس، وعدم الاحتكار، وعدم الاستغلال، وعدم الإيهام، فإن الحديث يتجه إلى معنيين أن يكون الكسب حلالا وفق منهج الله، وتطبيق شرع الله، والتأدب بآداب الإسلام، أو أن يكون الطعام الذي تأكله حلالا، بمعنى مما أباحه الله لك، وإن فى الحياة الشخصية للمسلم الأطعمة، والأشربة، والملبس، والزينة، وحياته في بيته، وكسبه، واحترافه، فإن المسلم يضبط ما يدخل، ويضبط ما يخرج، وهو ما يدخل من طعام، وما يخرج من كلام، فيجب أن تضبط ما تأكل، وأن تضبط ما تقول، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه” رواه احمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى