خواطر وأشعار

مات الضّمير

جريدة الاضواء

& مات الضّمير &

أيا زمنا ضاقت عليه المطارح.
فلا النّهر سلسال ولا البحر مالح.
ففي قبضة الأرجاس هذا مصفّدٌ
وآخر في دنيا الخيالات سارح.
لطيف إذا الأيّام جادت بفائض.
وعند استياء الحال قربه لافح.
يصعّر خدّا إن طلبت معونة.
ويغلق أبوابا إذا حلّ جانح.
ترى الكلّ في السّرّاء حولك مارحا.
وفي اللّيلة الظّلماء تقسو الملامح.
تراهم ذوي قربى إذا الشّمس أشرقت.
و إن حلّ عسرٌ تستقيل المدائح.
فهذا على الأهواء حاله قائم.
وذاك لئيمٌ تشتريه المصالح.
قويٌّ على الموهون ينفث سمّه.
وسوق الرًبا في السّاح كالنّصل ذابح.
فأين أهالي الجود من بعد حاتم.
وأين سليمان الحكيم وصالح.
وأين لسان الحقّ بعد محمّد.
وأين الرّضا والوصل أين المسامح.
أراها وقد حنّ الوفاء لأهله.
ثكالى على الصّدّيق تبكي النّوائح.
توارت خصالٌ قد بناها أجلّةٌ.
وماتت على سوء الظّنون القرائح.
ففي النّفس أوهام تلاحق بعضها.
وفي الدّار جيل في فضائه سابح.
وهذا شهاب الحرب يرقص لاهبا.
وفي السّاح يُبكينا شهيدٌ ونازح.
رجال على الإسلام صاغوا حضارة.
وصانوا خصالا بايعتها الجوارح.
أرى فارق الأجيال كلٌّ وجيله.
وحال الورى بين الزّمانين واضح.
فهل يستقيم الحال دون استقامةٍ؟
وهل يهتدي من لم تُفِدْهُ النّصائح؟
متى يا نسيم الصّبح تسخو بنسمة.
وتنعش صدرا ضايقته الجوائح.
فبعض السّنا حنًت إليه ديارنا.
وبعض السّنا حنّت إليه المصابح.
إلى اللّه نشكو في اللّيالي ظروفنا.
ونرقب يسرا في الظّلام يصافح.
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)
البلد :الجزائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى