مقال

معاذ يكسر الأصنام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن معاذ يكسر الأصنام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 ديسمبر

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد لقد كان معاذ بن جبل لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو وثعلبة بن غنمة، وعبد الله بن أنيس، وعن طارق بن عبد الرحمن قال، وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل رضى الله عنه، فقام خطيبا فقال إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان”

ولما قبض النبى صلى الله عليه وسلم واستخلفوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فاستعمل رضي الله عنه عمر بن الخطاب، على الموسم فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق، فقال ما هؤلاء، فقال هؤلاء أهدوا إلي، وهؤلاء لأبي بكر الصديق، فقال له عمر بن الخطاب إني أرى لك أن تأبى بهم أبا بكر الصديق، قال فلقيه من الغد فقال يا ابن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار وأنت آخذ بحجرتي وما أرانى إلا مطيعك، قال فأتى بهم أبو بكر الصديق فقال هؤلاء أهدوا لى وهؤلاء لك قال فإنا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ بن جبل إلى الصلاة فإذا هم يصلون خلفه، فقال معاذ بن جبل لهم لمن تصلون، قالوا لله عز وجل ، فقال فأنتم له فأعتقهم.

وعن عبد الله بن رافع رضى الله عنه، قال لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ بن جبل ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال، يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة.

فطعن ابناه فقال كيف تجدانكما؟ قالا يا أبانا ” الحق من ربك فلا تكونن من الممترين” قال وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول، اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك، وعن معاذ بن جبل قال “بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلما سرت أرسل في إثرى فرددت، فقال صلى الله عليه وسلم” أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير علم فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لقد أذعرت، فامض لعملك” رواه الروياني، وعن عبيد بن صخر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ودعه معاذ، قال “حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، ودرأ عنك شر الإنس والجن” فسار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يبعث له رتوة فوق العلماء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى