مقال

أقوام أفسدوا في الأرض

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أقوام أفسدوا في الأرض
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 7 ديسمبر

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي شارك في غزوة حُنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة في اليوم العاشر من شهر شوال، وسببها يكمن في اعتقاد أشراف قبيلتي هوازن وثقيف بقتال الرسول صلي الله عليه وسلم لهم بعد فتح مكة فقرروا مبادرته بالقتال وتوجهوا لذلك، وخرج إليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وكل من أسلم معه إلى أن وصلوا وادي حُنين، وكان النصر في بداية القتال لهوازن وثقيف ثم تحول للمسلمين بعد ثبات رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن معه، وكما شارك صلي الله عليه وسلم في غزوة تبوك التي وقعت في السنة التاسعة للهجرة من شهر رجب.

بسبب رغبة الروم بالقضاء على الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وخرج المسلمون إلى القتال وأقاموا في منطقة تبوك ما يقارب عشرين ليلة، ورجعوا دون قتال، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد لقد حذرنا الله تعالى من خبر أقوام أفسدوا في الأرض بتطفيف الميزان والمكيال وبالفساد، فذكر المولى سبحانه وتعالى قصة قوم شعيب في أكثر من موضع في كتابه الكريم، وحذرنا الله تعالى من قصة قارون الذي فسد، وتعالى وتجبر ومنع الزكاة والصدقات، وبيّن لنا المولى عز وجل، خبر أقوام حادوا عن الطريق المستقيم حتى لا نسلك مسلكهم، ومن صور الفساد من باب التمثيل لا الحصر، الذي ابتليت به الأمة في الأموال، السرقة، والاختلاس، والرشوة، والتربح بالوظيفة.

والخيانة للمسؤوليات، وفي العمل الإهمال، والتقصير، وعدم الإتقان، والمحسوبية، وبخس العامل حقه، وعدم أداء الأجير أجرته، والإسراف والتبذير والبذخ الذي تجاوز حدود الزمان والمكان، وفي جانب التداول والتجارة الغش، والتدليس، والمماطلة، واحتكار السلع، وغير ذلك من صور كثيرة من الفساد التي لا تخفى على أصحاب العقول، ولا تخفى عليكم، فأصبحت واضحة للعيان، ولقد أصبح الإنسان لا يجد السلعة الصحيحة، ولا يجد البضاعة الأصلية بسبب الفساد، وبسبب قلة الأمانة، وبسبب عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى، وبسبب عدم مراقبته، ويحذرنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الفساد، في حديث رواه ابن ماجة، فيقول صلى الله عليه وسلم “يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا ابتليتم بهن،

وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم” ويجب علينا أن نعلم جيدا أن البلاء والهلاك وعدم السعادة والراحة والطمأنينة والنكبات والابتلاءات والمصائب وانهيار القيم والمبادئ كل ذلك بسبب هذه المسألة التي نسأل الله أن يعافينا منها وهى الفساد.

وإن من أسباب الفساد الذي عم في مجتمعات المسلمين ضعف الوازع الديني، وعدم مراقبة المولى عز وجل، وعدم استشعار أن الله يرى العبد، فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين الخائفين الوجلين، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا، اللهم اجعلنا نخشاك حق خشيتك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى