مقال

علاج ظاهرة الفساد والقضاء عليها

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن علاج ظاهرة الفساد والقضاء عليها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 7 ديسمبر

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي شارك في غزوة الحديبية التي وقعت في السنة السادسة للهجرة من شهر ذي القعدة، ذلك بعد أن رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم في منامه أنه ذاهب ومن معه إلى البيت الحرام وهم آمنين محلقين رؤوسهم، فأمر المسلمين بالتجهز لأداء العمرة، وأحرموا من ذي الحليفة، ولم يأخذوا معهم إلا سلام المسافر لتعلم قريش أنهم لا يبتغون القتال، ووصلوا إلى الحديبية إلا أن قريشا منعتهم من الدخول، فأرسل إليهم الرسول عثمان بن عفان يخبرهم بحقيقة مجيئهم، وأُشيع أنه قتل، فرأى رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن يعد العدة ويقاتلهم.

فأرسلوا سهيل بن عمرو للاتفاق معهم على الصلح، وتم الصلح بمنع الحرب مدة عشرة سنوات، وأن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش وألا ترد قريش من يأتيها من المسلمين، وتحلل المسلمون من إحرامهم، وعادوا إلى مكة، وكما شارك صلي الله عليه وسلم في غزوة خيبر التي وقعت في السنة السابعة للهجرة في آخر شهر محرم، ذلك بعد أن رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم التخلص من تجمعات اليهود حيث إنها تشكل خطرا على المسلمين، وخرج الرسول صلي الله عليه وسلم بالفعل لتحقيق مقصده وانتهى الأمر لصالح المسلمين، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد اعلموا يرحمكم الله إن علاج ظاهرة الفساد والقضاء على هذه الظاهرة وسبل مواجهتها ينحصر في ثلاثة أمور رئيسية وهى التوجيه والإرشاد بخطر الفساد وعاقبة المفسدين.

وذلك بكثرة التوعية والندوات عن طريق الدعاة والإعلام المرئي والمسموع والمقروء ومراكز الشباب والأمسيات الدينية والخطب والدروس، والمحاضرات وشبكة المعلومات الدولية، وجميع وسائل الاتصال الحديثة، بهدف توضيح مخاطر الفساد على المستوى الثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي مع بيان أن جريمة الفساد إنما هي مخالفة صريحة للأوامر الإلهية ولما جاء بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبيان أن ذلك دليل على ضعف الوازع الدينى لدى الفاسد والمفسد، فإن الفساد بجميع صوره قد حذر منه الإسلام، وحذر منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، صراحة، وحث الأمة على محاربته بجميع صوره، وإن من الفساد هو استغلال الوظائف العامة للمصالح الخاصة.

والفساد الذي هو ضياع الحقوق والمصالح، وهى مصالح العباد بسبب مخالفة ما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، والفساد الذي هو عدم القيام بالأمانة واستشراء الخيانة بين أفراد المجتمع، والفساد الذي هو الغش بجميع صوره وأشكاله، هذه الصور التي رسم المولى عز وجل، لنا في الكتاب الكريم خبر أقوام أفسدوا في الأرض فنزل بهم البلاء، وإذ يحذرنا المولى عز وجل من أن نسلك مسلكهم، أو أن نسير على الطرق التي ساروا عليها، فإنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه حسب أو نسب، فسنن الله لا تحابي أحدا، فينبغي أن نعلم هذه المسألة، أن سنن الله لا تحابي أحدا، وأن الأمة إذا حادت عن الطريق المستقيم نزل بها البلاء، فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين الخائفين الوجلين، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى