مقال

الدكروري يكتب عن رجال نصروا الإمام الحسين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رجال نصروا الإمام الحسين
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن المتتبع لتاريخ الصحابة الكرام، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، الذين صحبوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأطاعوه، أو الذين صحبوا الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، يجد الكثير منهم قد استمرت بهم الحياة إلى أن أدركوا إمامة أبنائهم رضوان الله تعالى عليهم، فوالوهم أيضا وأطاعوهم وامتثلوا لأوامرهم واعتقدوا بإمامتهم وكانوا لهم أعوانا وانصارا على الباطل، وذلك انطلاقا من قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة النساء “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم” وأيضا إلتزام بعضهم، بوصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حين نصب الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، حين قال صلى الله عليه وسلم ” فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله”

ومن الأمثلة على هؤلاء الصحابة الكرام ومن الذين نصروا الإمام الحسين رضى الله عنه، في يوم كربلاء هو الصحابي الجليل أنس بن الحارث الكاهلى، وقد قال ابن منده عنه، عداده في أهل الكوفة، وقال البخارى، أنس بن الحارث قُتل مع الحسين بن علي، وفد سمع من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقال أنس بن الحارث رضى الله عنه، سمعت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول”إن إبنى هذا، ويقصد الحسين، يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره” قال فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين” وكان أنس بن الحارث الكاهلي ممن صدّق ما روى، حيث شهد الإمام الحسين رضى الله عنه، في العراق فنصره، وقبل ذلك فقد شهد أنس بن الحارث بدرا وحُنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم بعده والى أهل بيته رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، فهو الصحابي الشهيد بكربلاء أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي الأسدي، وفد نص ابن حجر على صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وعدّه من الكوفيين، ثم ذكر ابن حجر تشكيك البعض في كونه صحابيا، وأنه يروي هذا الخبر مرسلا عن أبيه، وقد ورد عن كثير استشهاده بكربلاء على الرغم من الحصار الذي فُرض على الكوفيين لئلا يغادر أحد منهم البلدة لنصرة الحسين بن على رضى الله عنه، ومع كل التهديد والوعيد الذي ملأ به الأمويون أسماع أهل الكوفة إن هم نصروا الحسين، فقد استطاع الصحابي أنس بن الحارث أن يصل إلى كربلاء بعزيمة راسخة وجنان ثابت، كيف لا وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم كلامه السابق.

فجاء إلى الحسين رضى الله عنه، عند نزوله كربلاء، والتقى معه ليلا، فكان ممن أدركتهم السعادة باللحاق بالركب الطيب، وقد روى أهل السير، أنه لما جاءت نوبته استأذن الحسين رضى الله عنه، في القتال فأذن له، وكان شيخا كبيرا، فبرز وهو يقول قد علمت كاهلها ودودان والخندفيون وقيس عيلان بأن قومي آفة للأقران وهو يقصد كاهل ودودان، وهما بطنان من أسد بن خزيمة، ثم قاتل رضى الله عنه، حتى استشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى