مقال

محبة المرء لمكارم الأخلاق

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن محبة المرء لمكارم الأخلاق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 14 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن التواضع فضيلة خلقية محمودة مطلوبة، ورد الحث عليها والنهي عن ضدها في كثير من النصوص الشرعية، ويقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسير الآية الكريمة حيث يقول تعالى ” ولا تمشي في الأرض مرحا” أي كبرا وتيها وبطرا، متكبرا على الحق، ومتعاظما في تكبرك على الخلق، ومعني ” إنك ” هو في فعلك ذلك “لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا” بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق، مبغوضا ممقوتا، قد اكتسبت شر الأخلاق.

واكتسبت بأرذلها، من غير إدراك لبعض ما تروم، واعلموا يرحمكم الله إن الحضارة الإسلامية بنظمها التي نشأت وتطورت في كنفها لم تكن حضارة متعالية متغطرسة على غيرها من الحضارات حيث اقتبس المسلمون ما وجدوه ملائما ونافعا لهم وطوروا ما عرفوه من نظم وأساليب حياتية وهم في ذلك الوقت أفسحوا المجال للجميع كي يسجلوا إضافاتهم في تلك الحضارة، كما أنهم أعطوا الفرصة لغير المسلمين في الإسهام معهم، وعملوا جنبا إلى جنب مع علماء المسلمين وحظوا بالتقدير من حكام المسلمين وخلفائهم، وليس المهم في نظر الإسلام هو العلم والسعي في التحصيل، وإنما يراد من وراء ذلك ما هو أهم، وهو العمل بالعلم، وتحويله إلى سلوك واقعي، يهيمن على تفكير المتعلم وتصرفاته.

وإذا كانت الأموال تقتنى لإنفاقها، فإن العلم يراد للعمل، فكان طلب العلم من أشرف الأعمال وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى رب الأرض والسموات، وقد تواترت الآيات والأحاديث بفضله وجلالة قدره، وإن العقل من عظيم نعم الخالق على المكلف من عباده المخلوقين إذ بالعقل يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات المحيطة به، وتقول الحكمة العقل السليم في الجسم السليم، وهذا فيما يختص بسلامة الدنيا من أمور العمل والكسب والتعمير، التي قد يتساوى فيها المسلم وغيره، وإن العقل هو الذي يفهم الدين، وهو الذي يتميز به المسلم عن غيره، بل قد يتميز به المسلمون بعضهم على بعض، فمنهم قريب وأقرب، وبعيد وأبعد، فإن الله تعالى اختص العالمين الإنس والجن على غيرهم بالعقل والاختيار، والعلم والإدراك، والتعلم والتعليم.

والذوق والتذوق، ويعد الذوق والتذوق من أعظم الميزات التي تميز هذين العالمين عن غيرهما، فمن فسد عنده الذوق والتذوق، نزل إلى أحط المنازل، غير أنه يمشي على رجلين، وله رأس تحمل عينين، وأنفا وأذنين، تماما مثل الآدميين، حيث قال الله تعالى فى سورة الأعراف ” أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون” فإذا فقد الإنسان العقل السليم الذي يقوده إلى الخير، ويبعده عن الشر، فقد أصبح كالبهيمة التي تأكل وتشرب ولا تعقل شيئا بل إنها خير منه، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها” أي دنيئها وخسيسها، رواه الحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى