خواطر وأشعار

عهد الوفاء وأشواك الجفاء

جريدة الاضواء

عهد الوفاء وأشواك الجفاء
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
بقلم
محمد ابراهيم الشقيفى
بين عشية وضحاها تنتحر الوعود فتتغير أحوال الطبيعة الطيبة يخترق إعصار الطقس السيء حصن القلوب في ليلة ساخنة محملة بالضباب ليتبدل العهد بالوفاء إلى حماقة الجهل وغباء الجفاء.
إن التحرر من القيود المألوفة التى فرضتها أطياف الحب الساحرة تكاد أن تكون جريمة كبرى تشيب لها القلوب فالإلتزام كلمة والألزام عقيدة والوفاء بالعهد القديم قمة الأخلاق الحميده وأروع صور الجمال إنه الإخلاص المستتر والمتابعة الحرة أثناء تنفيذ كافة بنود عقد تحلى بعزة مكارم الأخلاق التى تصل حبل الوريد بالعلاقات الحميمه فيمكث الوفاق ويسكن العش رغم بساطته السكينة والهدوء والرضا بالقضاء والقدر والتوكل دون صخب أو سخط على القدر المكتوب .
الوفاء هو الثوب الأبيض الذى يبرز أجمل قطعة فى جسد الحياه إنه الحياء والرحمه شربة الحليب النقيه من وعاء العطاء الموصول بالعسل المصفى
فصدق العلاقات لايعرف لليأس سبيل يحطم قواعد أشواك الجفاء ليبقى طوفان الخوف مقيدا بالأغلال فيأمن الحب مكر الخبثاء وتنجو من الغرق سفينة الشوق رغم كيد المتربصين.
الوفاء بالعهد كلمة ومعنى تتضمن عبارات تحمل أسمى آيات الحب وأعظم مبادىء الحياه لكن ما هذا الحراك المؤلم المتعفن بالضغينة الممذوج بعجينة الشر المغزول بخيط الكراهية بين أبناء البطن الواحده وما سر صراع الأنفس وحرب الأرواح المشرده التى خرجت من أصلاب الرجال تنافرت بعدما كانت متعانقة ومعلقة بوصال الود لقد نقضت عهد الوفاء وسبحت مع تيار الجفاء حتى وصلت إلى جحيم بر الظلمات وسراديب الألم وصرخة كهوف الأوهام .
الإصرار على معاناة القلوب رغم برأتها شىء مرعب وأمر مزعج مرآة أشباح نحيفة ظلالها مخيفة تطارد لحن الوفاء وخلود الحب نار الجفاء جمرة موقدة بشارع الكراهية لا تنطفأ إلا بأنهار الرحمة وأمطار الحب فبعد نزول الغيث تنبت أوراق الحنين بفروع أشجار متاع الحياه وتحيا من جديد جذور العهد والوفاء بالوعد وتنتحر أشواك الجفاء.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفى
جمهورية مصر العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى