مقال

بلغو عني ولو آية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بلغو عني ولو آية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد يقول صلى الله عليه وسلم “بلغو عني ولو آية” رواه مسلم وغيره، يقول صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني” والبلاغ لا يأتي إلا بالعلم، فالله الله ولو آية، الله الله ولو حديث، ليكون لك موقف يوم القيامة لتشرب من الحوض المورود الذي طوله شهر وعرضه شهر، وعدد آنيته عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.

وأول ما يشرب منه من بلغ الرسالة إلى الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن العلم فيثني عليه كثيرا فيقول “الدنيا معلونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه أو عالم أو متعلم” رواه الترمذي وابن ماجة، ويقول صلى الله عليه وسلم “إن معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر، وحتى النملة في جحرها” هذا الحديث رواه الترمذي، وعن أبي الدرداء رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” ثم يقول صلى الله عليه وسلم “وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يخلفوا درهما ولا دينارا، وإنما خلفوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه الترمذي.

ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعليم، فيقول في “لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” فهداية الرجل الواحد إنما هو بالعلم، وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” لموت ألف عابد قائم الليل صائم النهار، أهون من موت العاقل البصير بحلال الله وحرامة” وحتى بعد الموت تنال بركات العلم أهله فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به” أو ولد صالح يدعو له” وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال “إن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد، والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه؟ قال أنطلقوا، فأنطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا نريد أن نسألك.

فقال إبليس هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبّد لله بالجهل فقال لا أدري، فقالوا أترونه كفر في ساعة؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم، فقالوا نريد أن نسألك، فقال سلوا، فقالوا هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقالوا نعم، قالوا كيف؟ فقال يقول كن، فيكون، فقال إبليس أترون هذا أم العابد؟ العابد لا يعدوا نفسه، وهذا أي العالم يفسد على عالم كثيرة أي بتعليمه للناس” فالعلماء هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يُهتدى بهم، فيا عباد الله اتقوا الله، أوصيكم وإياي ونفسي المخطئة والمذنبة بتقوى الله عز وجل، وأحثكم على طاعته، وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى