مقال

أول إختلاف وقع في هذه الأمة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أول إختلاف وقع في هذه الأمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 23 ديسمبر

الحمد لله الذي أنعم وأجزل وتكرم وتفضل، أحمده سبحانه على فضله الآخر والأول وأشكره على عطائه المتقبل، وخيره المتبذل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الآخر والأول، جعل السنين دول والنصر لأوليائه لمن تدبر وتأمل، والذلة والصغار لمن كفر وتنصل والويل لمن تبع خطوات الشيطان وسول، وسوف في التوبة وطول، ذلك وعد الله لمن قرأ وتأصل وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله النبي المبجل والرسول الصادق الممول، طوبى لمن تمسك بسنته التي عليها المعول وحسرة لمن نبذها وتأول صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تمسك بهديه الأكمل وطريقه الأمثل، إلى يوم الجزاء والفصل أما بعد، إن إيمان الصديقين الذين يتجلى الغيب لقلوبهم حتى يصير كأنه شهادة بحيث لا يقبل التشكيك.

ولا الارتياب ليس كإيمان غيرهم ممن لم يبلغ هذه الدرجة بحيث لو شكك لدخله الشك ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه وهذا لا يحصل لعموم المؤمنين ومن هنا قال بعضهم ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره وسئل ابن عمر هل كانت الصحابة يضحكون ؟ فقال نعم والإيمان في قلوبهم أمثال الجبال فأين هذا ممن الإيمان في قلبه ما يزن ذرة أو شعيرة ؟ كالذين يخرجون من أهل التوحيد من النار فهؤلاء يصح أن يقال لم يدخل الإيمان في قلوبهم لضعفه عندهم وهذه المسائل أعني مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق مسائل عظيمة جدا، فإن الله علق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار والاختلاف في مسمياتها

أول اختلاف وقع في هذه الأمة وهو خلاف الخوارج للصحابة حيث أخرجوا عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية وأدخلوهم في دائرة الكفر، وعاملوهم معاملة الكفار واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأموالهم ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم إن الفاسق مؤمن كامل الإيمان وقد صنف العلماء قديما وحديثا في هذه المسائل تصانيف متعددة وممن صنف في الإيمان من أئمة السلف الإمام أحمد وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن أسلم الطوسي وكثرت فيه التصانيف بعدهم من جميع الطوائف، فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين.

واجعل هذا البد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم أنصر إخواننا المسلمين في كل مكان اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين والنصارى المحتلين واللهم هيئ لهذه الأمة النصر والتمكين على الأعداء المتربصين اللهم يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض أهلك الكفار والمرجفين اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أصلح أحوال المسلمين واجعلهم لشريعتك محكمين ولسنة نبيك متبعين، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، برحمتك يا عزيز يا غفار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى