مقال

الدكروري يكتب عن إنتبه أيها الأب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إنتبه أيها الأب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 24 ديسمبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، اعلموا يرحمكم الله أن حمد الله جل وعلا هو أعظم الدعاء، وهو من أعظم ما يتقرب به المتقربون إلى رب الأرض والسماء، والحميد اسم عظيم جليل دال على كمال اتصاف ربنا جل وعلا بالحمد واستحقاقه له فهو جل وعلا الحميد المستحق للحمد لما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا، ولما له جل جلاله من الكمال والجلال والعظمة وهو الحميد جل وعلا على نعمه المتوالية وآلائه المتتالية وعطاياه جل ثناؤه التي لا تُعد ولا تحصى.

واعلموا يرحمكم الله إن من نعم الله تعالي علي الأمة الإسلامية هو نعمة الزواج وهو حصن وأمان للإنسان من الوقوع في الفاحشة، فيا أيها الأب إياك وظلم بناتك من عدم زواجهن فإذا فعلت ذلك فاعلم بأنك منعتها من أهم حقوقها عليك، وهو أن ترعاها حتى تكبر ثم تزوجها من الخاطب الكفء، وقد منعتها من ذلك بحجج واهية كاذبة، من أجل غاية دنيئة حقيرة ومن أجل متاع زائل من أمتعة الدنيا الفانية، وقد تدعو ليل نهار وتراه لا يستجاب لك، أتدري لماذا ؟ لأن من موانع إجابة الدعاء أكل المال الحرام وأنت فعلت ذلك بأكلك لمال ابنتك المسكينة بغير وجه حق، فالنبي صلى الله عليه وسلم “ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك” رواه مسلم.

وياليتك مادمت جموعا منوعا لحب المال، أن أحسنت إليها وزوجتها وشرطت مبلغا شهريا في عقد نكاحها لكان ذلك مقبولا، مع العلم أن راتبها حق لها وحدها فلا دخل لأحد فيه، لا أب ولا زوج ولا أخ ولا أخت، ولكنها لن تنسى تربيتك لها وعطف والدتها عليها، فكل ذلك عندها مرصود ولكنك جعلت الباب في وجهها موصود، فاتقي الله تعالى واحذر من يوم يشيب فيه المولود، فهذه المسكينة المحرومة تريد أن يكون لها زوجا وأبناء وأسرة ومنزلا تعيش فيه كيف شاءت وتلبس ما تشاء مما أباح الله لها من اللباس وتتصرف في بيتها كيف شاءت فلا تمنع عنها ما أباح الله لها من زواج وذرية فتكون بذلك مصادما لله ورسوله الذي دعا للزواج بالودود الولود والله تعالى يقول كما جاء في سورة النحل.

” والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون” وكما قال تعالى كما جاء في سورة الروم ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” فهذه الآيات وغيرها تحث على الزواج لأنه سكن لكلا الزوجين فكيف تأتي أيها الولي وتقول لله لايمكن أن أقبل بهذه الآية ؟ فردك للخاطب الكفء الذي ترضاه موليتك مصادم لأمر الله بالزواج وهذا اعتراض منك للآيات القرآنية وهذا ظلم منك لمن ولاك الله أمرها، فالظلم ظلمات يوم القيامة فالله يمهل للظالم كي يرجع عن ظلمه وغيه ولكنه لايهمله فإذا أخذه فإن أخذه أليم شديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى