مقال

أهمية الأمن للأفراد والجماعات

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أهمية الأمن للأفراد والجماعات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 28 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين أشهد أن لا إله إلا هو لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأشهد أن محمدا عبد الله عبد الله فلم يشرك به أحدا، أشهد أنه رسول الله حقا والداعي إلى سبيله صدقا، صلي الله عليه وعلى آله وذريته الطيبين، وخلفائه الميامين وأزواجه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن الإسلام يحرص على أن يكون المسلم عضوا فعالا إيجابيا منتجا نافعا لنفسه وأهله ومجتمعه فلا يكون إمعةً، ولو أخذنا مثالا للإيجابية لوجدنا أن الهجرة النبوية الشريفة تعطينا درسا عظيما في تطبيق مبدأ الإيجابية فأعضاء ورموز الهجرة كلهم من أطياف الشعب رجالا ونساء وشبابا المسلم منهم وغير المسلم فلكل دوره الإيجابي وتوزيع الأدوار جاء مرتبا مخططا منظما وفق خطة علمية إيجابية مدروسة، وهذا كله شاهد على عبقريته وإيجابيته وحكمته صلى الله عليه وسلم.

وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والإيجابية والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولا وآخرا، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب العمل الإيجابي من كل أحد، فكثيرا ما كان يوجه كلامه إلى الأفراد، فيقول صلى الله عليه وسلم” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ” رواه مسلم، ويقول صلى الله عليه وسلم ” بلغوا عني ولو آية ” رواه البخاري، ويقول صلى الله عليه وسلم “تبسمك في وجه أخيك صدقة” رواه الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم “سلم على من عرفت ومن لم تعرف ” رواه البخاري، ولقد كان من النتائج المبهرة التي ورثتها هذه التربية النبوية، أن خرج القادة والخلفاء والوزراء والعلماء وخرج الجنود والمرابطون.

يتسابقون في البذل والعطاء والتضحية والفداء، لعلمهم أن المرء يهيئ لنفسه مقعدا في الجنة، وإن من ينظر إلى واقعنا المعاصر يجد الكثير من الناس إلا من رحم الله عالة على غيره وأداة استهلاك لا أداة إنتاج فهو بذلك رمز للسلبية التي تنخر في عظام المجتمع وتؤدي إلى تآكله وفنائه، وإن الآفة التي أصابت الأمة حتى العقلاء الفاهمين منها هي آفة أنه واقف إلى أن يؤمر سلبي إلى أن يُحرك، وينتظر مَن يقول له افعل أو لا تفعل، وفي هذا كأنما احتقر عظيمًا وهبه الله إياه فعطل في نفسه الذاتية والإيجابية، والتفكير في مصير الأمة وعطل في نفسه معنى المشاركة واحتقر في نفسه أن يصلح ما يستطيع إصلاحه دون أن يأتيه أمر بإصلاحه، واعلموا يرحمكم الله أن الأمن بكافة أشكاله ذا أهمية كبيرة للأفراد، والجماعات، والمجتمعات.

حيث يعتبر الأمن الغاية التي سعت إليها الحضارات، والأمم على مر العصور، وهي أيضا الغاية التي تسعى إليها المجتمعات، والحضارات الإنسانيّة المعاصرة، كما أن مختلف الشرائع السماوية، حثت على وجود الأمن باعتباره ضمانا لتطور، واستمراريّة المجتمعات، ويعد الأمن من أهم مقومات حياة الإنسان، وضرورة أساسية لكل جهد بشري فهو يمثل قرين الإنسان، وشقيق حياته، والفيء الذي لا يمكن للبشر العيش إلا في ظله، ومن الجدير بالذكر أن وجود الأمن يحقق الهدف من خلافة الإنسان في الأرض فهو يسمح للإنسان بتوظيف ملكاته، وإطلاق مهاراته، وقدراته، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، ومعطيات الحياة لعمارة الأرض، كما أن شعور الإنسان بالأمن يسمح له بالاطمئنان على نفسه، ومعاشه، وأرزاقه.

وبذلك سيحقق الأمن الراسخ مصالح الأفراد، والمجتمعات، وإن الأمن هو أحد المقومات الأساسية لنجاح عملية التنمية، والنمو، والارتقاء بمختلف المجالات حيث يُعد الإبداع الفكري، والذهني، والتخطيط المنظم، والسليم، والمثابرة العلمية، من أهم مرتكزات التنمية، ولا يتحقق الازدهار لمشروع التنمية إلا في ظل وجود أمن راسخ يدعم، ويتيح وجود هذه المرتكزات، مما يمكن الإنسان من الاطمئنان على ذاته، وثروته، واستثماراته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى