مقال

فضائح يوم القيامة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن فضائح يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر

الحمد لله مُعزّ من أطاعه واتقاه ومُذل من خالف أمره وعصاه وفّق أهل طاعته للعمل بما يرضاه، وحقق على أهل معصيته ما قدره عليهم وقضاه، أحمده سبحانه على حلو نعمه ومر بلواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه ومصطفاه فطوبى لمن والاه وتولاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وكان هواهم تبعا لهداه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إنه من كانت جنايته الغلول فإن الله يفضحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، ويجعل ما غله في ذلك اليوم في عنقه، أي يأتي به حاملا له على ظهره وعلى رقبته، معذبا بحمله وثقله، ومرعوبا بصوته، وموبخا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد.

وعن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فجاء فقال هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال ما بال العامل نبعثه على عمل، فيقول هذا لكم وهذا لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي منه بشيء إلا جاء به يوم القيامة على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر” رواه البخاري ومسلم، وأما غاصب الأرض فإنه يخسف به سبع أرضين يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين” رواه البخاري.

أما ذو الوجهين، فإنه يكون شر الناس يوم القيامة لأنه متلون لا يثبت على حال واحدة وموقف واحد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” رواه البخاري ومسلم، أما الذي يحتجب عن حاجة رعيته، فإن الله يحتجب عنه، فعن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه أنه قال لمعاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من ولي أمر المسلمين شيئا فاحتجب دون خلتهم وحاجتهم، وفقرهم، وفاقتهم، احتجب الله عنه يوم القيامة، دون خلته وحاجته وفاقته، وفقره” فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس” رواه أبو داود، أما الذي يسأل الناس تكثرا وله ما يغنيه فإنه يبعث وليس في وجهه مزعة لحم.

ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم ” ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم ” والجزاء من جنس العمل، وفي يوم القيامة، هذا اليوم يسمى يوم الحسرة، ويوم الندامة حيث يتحسر الإنسان على أعماله القليلة بين يدي الله جل وعلا، لأن من أهوال يوم القيامة أيها الأحبة الكرام أن الأعمال توزن بين يدي الله جل وعلا، فينبغي علينا الإيمان بالميزان حيث يوضع الميزان يوم القيامة وتوزن أعمالك بين يدي الله ولابد وأن تؤمن بتطاير الصحف، يوم القيامة لك صحيفة فيها أعمالك، إذن تطاير الصحف من الناس ما يأخذه بشماله أو من وراء ظهره، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يأخذ كتابه بيمينه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى