مقال

كيف نصنع ضمير لأولادنا

جريدة الأضواء

كيف نصنع ضمير لأولادنا

كتب د/ رشا طه

ولأن الطفل الصغير هو رجل المستقبل الذي تقاس به قوة الشعوب ومدى تقدمها فعليناً تغيير نظرتنا للأسس التي نربي عليها أبناءنا والاهتمامات التي يجب أن نضعها في اعتباراتنا حتى نضمن تربيتهم تربية سليمة …
فالطفل يحتاج إلى الكثير حتى ننشئه النشأة الصحيحة فكثير من الأمهات يعتقدن أن الاهتمام بتغذية الطفل حتى يكون ممتلئاً هو الدور الرئيسي في حياة الأم وبهذا قد أدت واجبها تجاهه …
ليس بالقوة الجسمية أو العضلية فقط ينمو الطفل النمو الصحيح بل هناك بُعد آخر هو البُعد النفسي وهنا نخص بالتحديد ( بناء الضمير ) الذي يلعب الدور الفعال في سلوكيات الطفل وتحجيم نزواته وتقنين انفعالاته حتي لا يكذب ولا يسرق لأن هناك وازعاً من نفسه يرفض هذه السلوكيات …

الضمير هو الشاهد الوحيد بين الشخص وتصرفاته وهو المحاسب الذي يحاسب الإنسان حسابا دقيقا والموجه الذي يقودنا دائما إلى الصواب والفضيلة ، وفي الأطفال ينمو الضمير ويتطور مع تقدم عمر الطفل إلى أن يكون له عامل فعال في سلوكه هو والمراهق لأن كثيراً من المواقف التي يتعرض لها المراهق تحتاج منه إلى رأي سريع يأتي بناء على ما استوعبه من قيم ومبادئ تم اختزنها وظهر ما يمليه عليه ضميره في انفعالاته وليس وجود والديه أو خوفه منهم …

ويأتي السؤال كيف ننمي الضمير في حياة أطفالنا حتي يصبح لدينا جيل يحركه الضمير
أولا نبدأ بأنفسنا لأننا كوالدين نكون المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأبنائنا فعلينا أن نخشى الله في كل كلمة وفعل وعمل نقوم به .
أن نناقش مع الطفل يوميا ما قام به من أعمال وكيف قضى يومه في ساعة محددة مثل وقت العشاء لأن ذلك يجعله يستعيد ما فعله مع تقويم ما أخطأ فيه دون توبيخ أو تجريح .
أن نساعده ونمنحه الفرصة في أن يأخذ كثيرا من القرارات الخاصة به في وجود والديه وأن يتحمل مسئولياتها فهذا يعد البداية الأولى لمحاسبة نفسه يومياً .
أن نوجه الابن إلى تأدية واجباته الدينية بإتقان لأن هذه الواجبات تمنحه العلاقة بينه وبين ضميره حتى لا ينسى ولا يهمل تلك الفروض اليومية التي تعتبر الحافز اليومي لانعاش الضمير .
ألا نعاقب الطفل بقسوة لأن الإهانة الجسدية أو النفسية تخدر الضمير .
أن نحترم حقوق الطفل في التعبير عن نفسه والاختلاف في الرأي مع والديه أن نعتذر للطفل إذا أخطأ الوالدان في حق من حقوقه فهذه الطريقة تعلمه أسس الصواب والخطأ التي تساعد في تنمية ضميره .
وفي النهاية أوكد أن هذه الأساسيات في تنمية الضمير وإنعاشه هي أساس التربية النفسية السليمة مع الأخذ في الاعتبار عدم المبالغة في هذه التنمية بحيث لا نُثقل على الطفل ونحمله أكثر مما يحتمل ف نصل بهم إلى الحساسية المفرطة بحيث لا يسامحون أنفسهم على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى