مقال

الوقاية والحماية من خديعة الباطل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الوقاية والحماية من خديعة الباطل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 8 يناير 2024

الحمد لله العلي الكبير، يخلُق ما يشاء ويختار، وما كان للإنسان في الخلق تخيير، رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات ليبلوهم، فهذا غني وذاك فقير، خلق الشر وقدره، وخلق الخير وقدره، وما لأحد في الأمور تدبير، أرسل رسله تترى، وإن من أمة إلا خلا فيها نذير، فمن أراد الهدى رُزق في سبيله التسخير، ومن اختار الضلالة وجد في طرقها التيسير، نحمده تبارك وتعالى الحمد الكثير، ونعوذ بنور وجهه الكريم من الخسف والتدمير، ونسأله النصر والولاية فهو نعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن لا إله إلا الله العليم القدير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ” لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير” يُحوّل ولا يتحول، ويغيّر ولا يعتريه تغيير، يبدأ الخلق ثم يعيده، وذلك علي الله يسير.

كتب السعادة لمن أطاعه ووقاه عذاب السعير، وحقت على الكافرين الشقاوة، وما زادهم غير تخسير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خيرة خلقة وحبيبه صلي الله عليه وسلم ثم أما بعد إن الحق يعرف بالدليل بأن يكون الحديث مخرجا منسوبا إلى كتاب معتبر، وان يكون الناقل ثقة لا يعرف عنه التهور في النقل، وعلى كل حال، يمكن للناقل قبل أن ينقل، أن يتثبت من الحق بسؤال من يتوسم فيه المعرفة، فقد قال الله تعالى كما جاء فى سورة النحل ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” ويمكن أن يقال ذلك بالنسبة لأى معلومة لا يعرف صدقها فإن من أدوات معرفة الحق القراءة المتأنية، والاطلاع الغزير، ولقد قال الله سبحانه وتعالى ” قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون”.

فالعلم ثراء وعز، وهو وقاية وحماية من خديعة الباطل، فزيدوا في اكتساب العلم من كل فن، كل بقدر استطاعته، وعن يزيد بن عميرة قال “كان معاذ بن جبل لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال الله حكم قسط، هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوما إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعونى وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعى حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق، قال قلت لمعاذ ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة.

وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات عندما يقول الحكيم العجائب والغرائب فيقول الناس ما هذا الذي جاء به؟ التى يقال لها ما هذه؟ ولا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع وتلقى الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا” رواه أبو داود، ولقد جاءت السنة النبوية لتوضيح المنهج التربوي الذي جاء به القرآن الكريم، ولبيان الأسلوب التربوي للنبي صلى الله عليه وسلم الذي سار عليه في حياته، وتعامل به مع أفراد المجتمع المسلم، وقد اتبع النبي صلى الله عليه وسلم أسلوبا تربويا فريدا راعى فيه جميع طبقات المجتمع المسلم، فاعتنى بالفروق الفردية والعمرية بين الناس، كما وراعى طبيعة المرأة الأنثوية، وطبيعة الرجولة في الذكور، واعتنى بكبار السن والأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى