مقال

المساجد بين التنظف والتطهر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المساجد بين التنظف والتطهر
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أشهد أن لا إله إلا هو لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأشهد أن محمدا عبد الله عبد الله فلم يشرك به أحدا، أشهد أنه رسول الله حقا والداعي إلى سبيله صدقا، صلي الله عليه وعلى آله وذريته الطيبين، وخلفائه الميامين وأزواجه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن المساجد بيوت الله تعالي قد عظمها ربها، وقدرها نبينا وحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فسن لها آدابا وأحكاما وفضائل يحسن بنا أن نذكر بها، فمن آداب المساجد هو التنظف والتطهر والتطيب عند الإتيان إلى المساجد، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الأعراف ” يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد” وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه إذا قام للمسجد لبس أحسن ثيابه وأجودها.

فسئل عن ذلك فقال إن الله جميل يجب الجمال، وإني أتجمل لربي وهو يقول” خذوا زينتكم عند كل مسجد” وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعطر الدرهم قبل أن تعطيه للفقير، وأظنكم تتساءلون؟ لماذا تعطر الدرهم قبل أن تتصدق به؟ فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يدي الفقير” ولو قيل غدا لك مقابلة مع الوزير أو الرئيس فانظر ماذا أنت صانع في لباسك؟ فما بالك بالوقوف بين يدي الله تعالي ولله المثل الأعلى، لذلك نهى عن دخول المساجد بالرائحة الكريهة كالثوم والبصل ونحوهما، ففي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم “من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم” وفي مثله رائحة الدخان.

وقد يكون أشد منه وأعظم إثما الدخول بالجوال مفتوحا لتسمع الرنين هنا وهناك، فإن كلا من صاحب البصل أو الثوم قد آذى اثنين وهما من بجانبه فكم يؤذي صاحب الجوال من العشرات من المصلين ويبوء بإثمهم؟ والأمر أخبث إذا كان نغمة موسيقية، فلطفك اللهم بنا ورحمتك نرجو، آخر الزمان تدخل الموسيقى المساجد اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، فأين هذا الأدب اليوم ممن يأتون للمساجد بثياب النوم، أو بالألبسة الرياضية ولو كان في مناسبة لما لبسها؟ فعلينا جميعا بتنظيف المسجد وتطييبه، فكما أن المسلم مستحب له أن يأتي للمسجد متطهرا نظيفا، فكذلك ينبغي أن يكون المسجد مهيّأ للمصلين بنظافته وصيانته عن كل ما يؤذيهم، ألا والله ما أعظم أجر ذلك عند الله تعالي.

كفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم حزن على المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد عندما ماتت، ولما رأى بصاقا في جدار مسجده مرة، غضب غضبا شديدا وحك البصاق وقال ” البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ” رواه البخاري، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى