مقال

الجانب الإنساني في حياة النبي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الجانب الإنساني في حياة النبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 11 يناير 2024

الحمد لله برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابِه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، ثم أما بعد ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسي لأمته مبدأ اليسر والسهولة الذي يتماشى مع إنسانية المسلم، فعندما رأى حبلا ممدودا أمر بحلّه، وأمر أمته ألا تتكلف من العمل إلا ما تطيق، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال “ما هذا الحبل؟” قالوا هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا، حلّوه ليصلي أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم أما أنا، فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر أنا أعتزل النساء، فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال “أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” رواه البخاري ومسلم، أما الجانب الإنساني في حياته الزوجية العاطفية.

فهو جانب مشرق، يوحي بكمال إنسانيته صلى الله عليه وسلم، ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته الزوجية فهو الزوج المثالي، والأب المثالي، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُظهر حبه لزوجاته، فتجده عند الشرب والأكل يتحبب إليهن ويُظهر حبه لهن، فيشرب من موضع فم إحداهن، كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كنت أشرب من الإناء وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيّ، وكان صلى الله عليه وسلم يخرج مع إحداهن ليلا للتنزه والحديث، وهذا أمر يجلب المحبة والمودة بين الزوجين، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة على عائشة وحفصة، فخرجتا معه جميعا.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث معها، وكان صلى الله عليه وسلم يسامر زوجاته ويحادثهن ويضحك من كلامهن، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة أكل منها، ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال “في التي لم يرتع فيها” تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها” رواه البخاري، وتتجلى معاني الإنسانية في مساعدته صلى الله عليه وسلم لزوجاته في شؤون المنزل، فعن الأسود قال قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى