مقال

رسول الله والصحابة يحفرون الخندق

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله والصحابة يحفرون الخندق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 14 يناير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاعلموا إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد، لقد كان الصحابة يحفرون الخندق، وكانوا يضعون الحجر على بطونهم من الجوع، وهذا دليل على أن من تفرخ في الدنيا، أو كبر بطنه في مآكل الدنيا، أو ثقل جنباه، أو كثرت سياراته أو أمواله، أن ذلك ليس بدليل على منزلته عند الله، فيقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه فحفرنا الخندق فعرضت لنا كدية أي صخرة.

فنزل صلى الله عليه وسلم بالمعول، فأخذه فضرب فشظ له شظية من نار، أو من نور، أو من بارق، فقال لقد أريت قصور كسرى يفتحها الله علي، فتغامز المنافقون أحدهم دق صاحبه وغمزه، وقال اسمع يفتح الله عليه قصور كسرى، ونحن أحدنا لا يستطيع أن يبول من الخوف، ثم يضرب صلى الله عليه وسلم الضربة الثانية فيلمع نور وهاج، فيقول لقد أريت قصور الحيرة، وقيل المناذرة، وقيل القياصرة يفتحها الله علي، وأريت الكنزين الأبيض والأحمر، وسوف يفتحها الله على أمتي، فيتغامزون، ويذكر الله هذا القصص عنهم وهم يقولون ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا، لكن بعد سنوات يفتح الله عليه صلى الله عليه وسلم قصور كسرى وقيصر، وتدخل جيوشه مهللة مكبرة، فاتحة منتصرة، وتعطى أمته الذهب والفضة.

فلما حفروا رأى جابر الجوع بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى بطنه حجران، فعاد جابر رضي الله عنه فتذكر هل في بيته طعام، فتذكر عناقا صغيرة وشيئا من شعير، فذهب إلى زوجته، فقال هل من طعام؟ قالت هذه العناق والعناق هي ولد الماعز، فرآه جابر رضي الله عنه فقال لامرأته اصنعي هذا الشعير طعاما وذبح العناق ووضعها في القدر، وعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله معي طعام يكفي اثنين أو ثلاثة، ويقول ذلك في أذني الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلم معه بالسر لأن المسألة لا تتحمل أكثر من أربعة، طعام قليل وأهل الخندق لو سمعوا وانتشر الخبر، لأنت الداهية، سبعمائة أو أكثر من أهل الخندق، وهم في جوع لا يعلمه إلا الله، الواحد منهم يمكنه أن يأكل العناق والشعير ويدعه قاعا صفصفا لا ترى فيه عوجا ولا أمتا.

فقال يا رسول الله أريد معك اثنين أو ثلاثة، عندي طعام قليل، فقال صلى الله عليه وسلم يا أهل الخندق ورفع صوته إن جابر بن عبد الله قد صنع لكم طعاما فحيهلا بكم، فوضعوا المساحي وقاموا يمشون إلى بيت جابر، وأما جابر فأسقط في يده، وذهب يفكر، ومرة يقول يمكن أن الرسول صلى الله عليه وسلم ظن أني أريد الناس، ومرة لا يدري، فوصل إلى امرأته يبشرها بهذا الجيش العرمرم، قالت الله ورسوله أعلم، فتقدم صلى الله عليه وسلم أمام الناس والحديث عند البخاري ومسلم، وهو يتبسم صلى الله عليه وسلم من الواقع والحدث الذي في البيت، ومما في نفس جابر رضي الله عنه ونفس امرأته، وقال يا جابر لا تضع البرمة على النار ولا القدر وهو القدر فيه الطعام، والبرمة فيها اللحم، فتقدم صلى الله عليه وسلم إلى اللحم ونفث فيه من ريقه الطيب الطاهر.

ونفث في الطعام صلى الله عليه وسلم وأمر بإنزاله، ودعا الله بالبركة، وقال أدخلهم عشرة عشرة، فدخلوا وأنتم تعرفون الحساب، وكل سبعين فيها سبع عشرات، والسبعمائة سبعون عشرة، فقال أدخلهم عشرة عشرة، فدخلوا فأكلوا وقاموا، ثم أتى الآخرون فأكلوا وقاموا، حتى انتهى الجميع والطعام بحاله ما نقص لقمة، فأتى صلى الله عليه وسلم وقال لجابر تعالي، وأخذ يأكل، وهو يقول “أشهد أني رسول الله” ونحن نقول نشهد أنك رسول الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى