مقال

المواسم البدعية وصلاة الرغائب

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن المواسم البدعية وصلاة الرغائب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 20 يناير 2024

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، الذي كانت مكانة صلى الله عليه وسلم عظيمة في قلوب المؤمنين عموما وإن أصدق تعبير عن تلك المحبة وهذه المكانة ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه يقول أنس بن مالك رضي الله عنه “حينما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم كنا نقول يا رسول الله إن جذعا كنت تخطب عليه فتركته فحن إليك، كيف حين تركتنا لا تحن القلوب إليك ؟ ثم أما بعد إن من أبرز المواسم البدعية هو ما يقوم به بعض العباد في كثير من البلدان في شهر رجب.

وأما عن بدعة صلاة الرغائب، فنتحدث أولا عن صفتها، وقد وردت صفتها في حديث موضوع عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال “ما من أحد يصوم يوم الخميس، وهو أول خميس من رجب، ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وسورة القدر” إنا أنزلناه فى ليلة القدر” ثلاث مرات، وسورة الإخلاص ” قل هو الله أحد ” اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة “سبوح قدوس رب الملائكة والروح” ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الأعظم، ثم يسجد الثانية.

فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله تعالى، حاجته، فإنها تقضى” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، ما من عبد ولا أمة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال، وورق الأشجار، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار” وقد قال ابن تيمية “وأما صلاة الرغائب، فلا أصل لها، بل هي محدثة، فلا تستحب، لا جماعة ولا فرادى، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم “نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام” وقد كان الرؤساء من أهل الكتاب يمنعهم الإسلام خوف زوال رئاستهم، وفيهم نزل قول الله تعالى، كما جاء فى سورة البقرة.

” فويل للذين كتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون” وأما عن حادثة الإسراء والمعراج، فإن من أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، هو الإسراء به صلى الله عليه وسلم، ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم العروج به صلى الله عليه وسلم، إلى السماوات السبع فما فوقها، وقد انتشر في بعض البلدان الاحتفال بذكراها في ليلة السابع والعشرين من رجب، ولا يصح كون ليلة الإسراء في تلك الليلة، وعلى أنه لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج لما شرع لأحد تخصيصها بشيء، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها.

فضلا عن أن يقيموا احتفالا بذكراها، بالإضافة إلى ما يتضمنه الاحتفال بها من البدع والمنكرات، وقال ابن العطار، وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجبا أو غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى