مقال

طلب الأمن مقدم على طلب الرزق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن طلب الأمن مقدم على طلب الرزق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من هديه صلى الله عليه وسلم في وفاة بناته رضي الله عنهن أنه كان يشرف على غسلهن وتكفينهن، ويصلى عليهن ويدفنهن، ويقف على قبورهن ويدعو الله لهن، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت “دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال “اغسلنها ثلاثا، أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا، فإذا فرغتن فآذنني” فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوة فقال “أشعرنها إياه” وفي كيفية الغسل قالت أم عطية رضي الله عنها قالت “لما غسلنا بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن نغسلها “ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها” رواه البخاري.

وكان صلى الله عليه وسلم يقف على قبر من توفي من بناته ويدعو لها فقد كانت رقية رضي الله عنها مريضة أثناء غزوة بدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بالبقاء إلى جانبها لتمريضها، ولما عاد صلى الله عليه وسلم من الغزوة وقد ماتت ابنته رقية، خرج إلى بقيع الغرقد ووقف على قبرها يدعو لها بالغفران، فنسأل الله تعالى أن يصلح بناتنا و يرزقهن العفاف والستر والاقتداء بأمهات المؤمنين وبنات الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه لما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام لأهل مكة، فقدم طلب الأمن على طلب الرزق، لأن الأمن ضرورة الأمن ضرورة ولا يتلذذ الناس بالرزق، مع وجود الخوف بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف وهذا ما يريده الأعداء.

الذين يحاولون زعزعة اجتماع المسلمين يريدون تفكيك تجمعات المسلمين على ولاة أمورهم يريدون هذا لا يريدون النصيحة للمسلمين باسم تحقق مصالح وإصلاح وإزالة ظلم وما أشبه ذلك كل هذا من الكذب والتدجيل فإنه إذا انفلتت الولاية فإنه تعم الفوضى وينتشر الفساد وتعدم المصالح التي يقولون إنها ستتحقق ويعم الفساد ولا يحصل الإصلاح، فلهذا لا بد من ولاية تجمع كلمة المسلمين ولو كان عندها قصور أو تقصير فيصبر على ذلك لأن في الصبر على ذلك دفعا لما هو أشد وأنكى، فيقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كلاما معناه ولا يعرف طائفة قامت على ولي أمرها، إلا كان حالها بعد زواله أسوأ من حالها مع وجوده وهذا مجرب الآن الولاة الذين أزيلوا والرؤساء الذين أزيلوا ماذا كانت حالة بلادهم من بعدهم لا تزال في خوف وقلق وفوضى.

وسفك دماء وأنتم تعلمون ذلك تسمعون به إن أعداءنا يريدون أن يفككوا تجمعات المسلمين أن لا تقوم لهم دولة ولا ولاية وأن يشتتوهم ويشردوهم هذا ما يريدونه فلا ننخدع بكلامهم ودعاياتهم وتحريضهم فأعداء الإسلام يحاولون إزالته بشتى الوسائل إما بإزالة تجمع المسلمين واجتماع كلمتهم وإما بتفريقهم إلى أحزاب وجماعات باسم الدين كل جماعة تعادي الأخرى، وإن من يشجعون على هذه الفوضى ويشجعون على هذه المظاهرات وهذه المطالبات الصعبة إنهم وإن كانوا من أبناء المسلمين، فهم مغرورون فعليهم أن يتفكروا في العواقب، وأن يكون موقف المسلم من هذه الفتن موقف الإصلاح موقف الدعاء للمسلمين، بيان ما في هذه المظاهرات وهذه الفوضى من المفاسد العظيمة والشقاق الكبير الذي لا ينجبر ولا ينتهي.

وأنتم تشاهدون دولا بجواركم زال ولاتها فماذا كانت حالتها لا تزال في فوضى لا تزال في انزعاج وعدم طمأنينة، وإن الأمن لا يستقر إلا بالشكر على نعمة الأمن أما الذين يحرضون على الإخلال بالأمن فهم يكفرون النعمة، وإن هناك وسائل تحث على الفتن وتشجع على الفتن يغتر بها الجاهل أو صاحب الهوى وهذا يتمثل في الفضائيات والمواقع المشبوهة والقنوات الضالة المنحرفة التي تحرش بين المسلمين وبين الولاة والرعايا تحرش لتفكك المسلمين فيستمع إليها وينظر إليها من لا يعرف ما وراءها ، فاحذروا منها وحذروا منها فإنها وسائل فتنة ودمار على المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى