مقال

الإيمان يملأ القلب ضياء ونورا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإيمان يملأ القلب ضياء ونورا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 23 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد إن الإيمان إذا اكتمل فإنه يشيع في النفس إشراقا وصفاء ويملأ القلب ضياء ونورا، يفيض حتى ينعكس أثره على الوجه نورا، ويكسب صاحبه القبول عند الناس، فيجعلهم يأنسون له حين لا يأنسون بغيره، ويستشعرون صلاحه حين لا يكون هناك أمارات للصلاح، غير هذا النور المعنوي الذي تستشفه النفس، ويلمسه القلب، فينشرح له الفؤاد، وتنقشع بسببه الظلمات التي شاعت في جوانب النفس، والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي من يحقق كمال العبودية لله سبحانه وتعالى لذلك فإنه معصوم منه سبحانه وتعالى، وله خصائص لا يشاركه فيها أحد من البشر.

وهذه الخصائص من مظاهر تكريمه صلى الله عليه وسلم، وبمثابة دلائل على نبوته، وأمارات على صدق دعوته مثل حنين الجذع إليه، وتسبيح الحصى بين يديه، وتكليم الشاة المسمومة له، وتظليل الغمام إياه، كل ذلك منحة من الله تعالى له، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أكمل البشر إيمانا وخلقا، لذا فلا غرو أن يكون لهذا الإيمان الكامل نور يلف وجهه الكريم، يبصره الرائي ويستشعره، وقد قالوا إن الوجوه مرآة القلوب، تتجلى فيها أمارات الصلاح، وتنعكس عليها آثار الطاعة والإيمان، فإذا كنا نلمس هذا مع عباد الله الصالحين، فما بالنا بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ هذا وقد يفهم البعض خطأً إما بحسن نية أو بسوء فهم أن هذا النور يرفع الظلام الحسي ويبدده، فهذا الفهم الخاطئ لا تقوم له حجة.

ولا يستقر أمامه دليل لأن لله تعالى في هذا الكون سننا وقوانين لا تتبدل، وأسبابا ومسببات لا تتحول، وما زعمه البعض من أن في القرآن دليلا على أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور، فكلمة النور التي جاءت هنا تطلق في القرآن الكريم تارة على القرآن، وتارة أخرى تطلق على النبي صلى الله عليه وسلم، على اعتبار أن كلا منهما ينير للبشر طريق السعادة، ويرشدهم إلى سبل الخير، كما تطلق أيضا على الحق سبحانه وتعالى، كما قال تعالي ” الله نور السماوات والأرض” لذا قيل إن النور هنا في هذه الآية هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو نور لمن اتبعه واقتدى به، نور باعتبار ما جاء به من الهداية والرشاد، يبدد ظلمات الشرك والضلال، وهذا النور لا يجده إلا من خلع من عنقه ربقة الشيطان.

وأضاء ظلمات نفسه باتباع هذا الدين، والاقتداء بهذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، ويقول الطبري في تفسير الآية الكريمة يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب ” قد جاءكم ” يا أهل التوراة والإنجيل ” من الله نور ” يعني بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله تعالى به الظلمات وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به إذ إنه يبيّن الحق، ومن إنارته الحق، تبيينه لليهود كثيرا مما كانوا يخفون من الكتاب، وقوله ” من الله نور” يقول جل ثناؤه قد جاءكم من الله تعالى النور الذي أنار لكم به معالم الحق ” وكتاب مبين ” يعني كتابا فيه بيان ما اختلفوا فيه بينهم من توحيد الله تعالى، وتبيين الحلال والحرام وشرائع الدين، وهو القرآن الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

يبين للناس جميع ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم، ويوضحه لهم، حتى يعرفوا حقه من باطله، وقيل إن المراد بهذا النور ما أرسله الله به من الوحي، من عطف الخاص على العام، لذا فوصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه نور من نور الله، إن أريد به أنه نورhttp://الإيمان يملأ القلب ضياء ونورا ذاتي من نور الله، فهذا مخالفة صريحة لنص القرآن الذي يثبت بشريته، وإن أريد أنه نور باعتبار ما بعثه الله تعالى به من الوحي قرآنا وسنة كانا سببا في هداية من شاء الله من خلقه، فهذا صحيح لا مخالفة فيه لأن نور الهداية والرشاد من الله سبحانه وتعالى يمنّ به على من يشاء من عباده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى