مقال

أزمة القيم والمبادئ الإيمانية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أزمة القيم والمبادئ الإيمانية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن التعليم التطبيقي أرسخ من التعليم النظري، وهذا من معالم هديه صلى الله عليه وسلم في التعليم، ويقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه “كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا غلام، سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك” متفق عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ومعه الحسن بن علي رضي الله عنه، فوجد تمرة فأخذها الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم “كِخ كِخ، أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة” متفق عليه.

ومن الأساليب النبوية في التعليم هو إيجاد الدافعية الذاتية للتعلم من خلال إشعار المتعلم بحاجته إلى العلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردّ النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال “ارجع فصلي فإنك لم تصلي، ثلاثا فقال والذي بعثك بالحق، فما أُحسن غيره، فعلمني” رواه البخاري، وهكذا أوجد صلى الله عليه وسلم لديه الرغبة الذاتية في التعلم، وفرق بين أن يعلمه ابتداء، وبين أن يشعر هو بحاجته للعلم، فهذا أدعى للقَبول وأعمق في التأثير، واعلموا يرحمكم الله إن أزمة الأمة اليوم أزمة قيم إيمانية، لا قيم مادية، وقد سجلت الأمة في فترات رسوخ الدين وعلو الإسلام مبادرات من الأعمال الخيرة والسلوك الرشيد.

أثارت الإعجاب وأدهشت المنصفين، فقال الله تعالى فى سورة محمد ” والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم” وإن بعد حق الحياة يأتي حق المساواة، وهو من الحقوق التي أكدها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد ساوت الرسالة المحمدية بين الناس جميعا مساواة مطلقة، بين الأفراد والجماعات، وبين الأجناس والشعوب، وبين الحكام والمحكومين، وبين الوُلاة والرعية، فلا قيود ولا استثناءات، ولا فرق في التشريع بين عربي وعجمي، ولا بين أبيض وأسود، ولا بين حاكم ومحكوم، وإنما التفاضل بين الناس بالتقوى، والتقوى جماع الإيمان والعلم والفضائل، فقال الله تعالى ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المساواة في خطبة الوداع فقال “أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله اتقاكم”

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن مما يجب علينا نحو رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نحب، ونوقر أصحابه رضي الله عنهم فهم خير القرون، وأفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين نقلوا لنا سنته صلى الله عليه وسلم، ومما يجب علينا نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو اعتقاد فضلهم على غيرهم، وأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء، ومحبتهم وموالاتهم لأنهم حملة هذا الدين، فالطعن فيهم طعن في الدين كله لأنه وصلنا عن طريقهم، وأيضا الكف عما شجر بينهم، وأنهم مجتهدون، فمن أصاب فله أجران، ومنهم من أخطأ فله أجر واحد، فمن تنقصهم، أو سبّهم، أو نال من أحد منهم فهو من شر الخليقة لأن عمله هذا اعتداء على الدين كله، فيجب على المسلمين عدم الخوض فيما جرى بينهم من خلاف، وترك سرائرهم إلى الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى