مقال

أعظم إنجاز للإسلام

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن أعظم إنجاز للإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 28 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتاب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، ونتعلم من الإسراء أن للمحن والمصائب حكما جليلة، مع أن هناك شدة لا تطاق، مع أن هناك ضغطا لا يحتمل، لكن المستقبل لهذا الدين لأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوقظنا، أراد أن يحركنا، أراد أن يدفعنا إلى بابه، بعد أن أظهر العدو على حقيقته، وقد يكون أعظم إنجاز للإسلام أن الطرف الآخر تعرى تماما.

وأن العدو اللدود للإسلام فقَد مصداقيته، فقد قيمه الحضارية التي يدعيها، فقَد مكانته الإنسانية، وهذا أكبر إنجاز، والدليل أن الطريق إلى الله لن يكون سالكا إلا إذا كفرت بعبدة الطاغوت ” فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى” وإن من دلالات الإسراء والمعراج أنه مسح لجراح الماضي، وتطمين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على سلامة هذه الدعوة، وإكرام له، وإيناس له، وقد جفاه أهل الأرض، ولأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يشرع لنا لا بأقواله فقط، ولكن بمواقفه وأفعاله، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاث من بين يوم وليلة وما لي طعام إلا ما واراه إبط بلال” رواه الترمذي.

ولقد امتُحن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونجح في الامتحان، فامتحن في الطائف، فكان الرد الإلهي هو الإسراء والمعراج، وكان الرد التكريمى هو ما جاء فى سورة ص ” إنا وجدناه صابرا” وعن أبي الدرداء رضى الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال “لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه” رواه أحمد والطبراني، وإن الإسراء يعلمنا أن لذة الحياة في وجود رسالة وهدف، فالحياة ليست طعاما وشرابا، تلك حياة البهائم التي ينتهجها الذين كفروا، ولكن الله تعالى يقول فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة محمد ” والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” فالحياة رسالة تؤديها، الحياة مبدأ تتمسك به، الحياة دعوة تدعو إليها.

فقال الله تعالى كما جاء فى سورة فصلت ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين” فالإنسان حينما يتخلى عن مبادئه وعن قيمه، ويسعى لتلبية شهواته الحيوانية، إنسان لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا، إنسان له صغار عند الله، فقل لي ما الذي يهمك، أقل لك من أنت، ماذا يهمك؟ أن تأكل، وأن تشرب، أم أن تربي أولادك؟ أم أن تدعو إلى الله؟ أم أن تكون قدوة لمن حولك؟ أن تبث هذا الدين العظيم، وأن توضح كتاب الله الكريم، أن تبين سنة سيد المرسلين، ما الذي يقلقك؟ قيمتك عند الله بقدر همومك وهمتك في الحياة، فإن صاحب الإسراء صلى الله عليه وسلم، مشى على قدميه إلى الطائف ليبلغ دعوة الله تعالى، فيلقى التكذيب والاستهزاء، ونيل الأذى.

ومع ذلك يقول “إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالى” صلى الله عليه وسلم، فلقد أكرم الله تعالى هذه الدعوة الإسلامية المباركة، وتلك الأمة العظيمة بخير نبي صلى الله عليه وسلم، وبخير كتاب وبخير دعوة، أكرم الله أمتنا بدولة وفكرة وصحبة عظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى