مقال

الدافع للجرأة والشجاعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الدافع للجرأة والشجاعة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان صلي الله عليه وسلم لا يدع فرصة للتعليم إلا اغتنمها، فيقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما “كنت يوما خلفَ النبي صلى الله عليه وسلم على الدابة، فقال “يا غلام، إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك” رواه الترمذي، ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه ” كان النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، وكان معاذ رديفه، فقال يا معاذ بن جبل، فقال معاذ لبيك يا رسول الله وسعديك، ثلاثا ثم قال “ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرّمه الله على النار” متفق عليه.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن الصدق يدعو صاحبه للجرأة والشجاعة لأنه ثابت لا يتلون ولأنه واثق لا يتردد ولذلك جاء في أحد تعريفات الصدق بأنه هو القول بالحق في مواطن الهلكة، وعبر عن ذلك الجنيد بقوله حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب، ولكي تكون حياتك كلها صدقا ولتحشر مع الصديقين فاجعل مدخلك صدقا ومخرجك صدقا، وليكن لسانك لسان صدق لعل الله تعالي أن يرزقك قدم صدق ومقعد صدق ولا تترك فرصة للشيطان ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض فالصدق صراحة ووضوح والميل عنه التواء وزيغ وحال المؤمن الصدق، فقال تعالي كما جاء في سورة النحل ” وإنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون “

وإن موضوع القيم ممتد في حياة المسلمين فلا يقوم مجتمع مسلم تقي نقي حتى تحتل فيه القيم منزلتها الرفيعة في سلوك الفرد والأمة والمجتمع، وإن من القيم هو بر الوالدين، الإنفاق، الصدق، الوفاء، إعمار الأرض، استثمار الوقت، إتقان العمل، الإنصاف، الشعور بالمسؤولية، أداء الفرائض، الامتناع عن المحرمات، وإن من قيم الإسلام الخالدة هو الصبر، وحب الخير، وجهاد النفس والهوى والشهوة، وإن من القيم الإسلامية هو الحياء، والعفة، والاستقامة، والفضيلة، والحجاب، ولقد كانت هذه القيم وغيرها مغروسة في أجيال السلف الصالح قولا حكيما وفعلا ممارسا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت مصابيح تربوية في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، فأضاءت سيرته الطريق لأجيال الصحابة.

فتشربوا القيم الخالدة، حتى غدت نفوسهم زكية وعقولهم نيرة، وغيروا بذلك الدنيا وأصلحوا الحياة، ولم يعرف الخلق منذ النشأة الأولى مجتمعا تجلت فيه القيم بأسمى معانيها مثل المجتمعات الإسلامية، فإن الدعوة الإسلامية رسخت القيم، انتشرت بالقيم، تغلغلت في النفوس بما تحمل من قيم، شملت مختلف جوانب الحياة، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، منظومة متكاملة لا يمكن فصلها، وإنه تذبل القيم وتتوارى في المجتمع إذا ضعف التدين في الفرد والمجتمع، فعقوق الوالدين، والكذب والغش وتضييع الأوقات والاختلاط، خروج المرأة عن سياج الحشمة والعفاف، الانكباب على الدنيا، وغير ذلك أثر ضعف التدين ووهن علاقة الناس بربهم لأنهم يفقدون الطاقة الإيمانية والشعور بالجزاء الأخروي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى