مقال

إرضاء الناس غاية لاتدرك

جريدة الاضواء

إرضاء الناس غاية لاتدرك

بقلم/السيد شحاتة

مهما مررنا بتجارب صعبة ومؤلمة ومهما ملأ الحزن جزءا كبيرا من أيامنا

فهذا لا يعني أن الحياة لا معنى لها وأنها لا تساوي شيئا بل إنها مليئة بأحداث وبأشخاص قد نلنا منهم مايكفي من ألم وحسرة

لهذا إذا أردت أن تعيش حياة هانئة جميلة وتنعم بالسعادة والراحة ما عليك إلا أن تتذكر الجانب المنير في هذه الحياة
وعش حياتك لنفسك لا من أجل غيرك

فإرضاء الناس في الحياة غاية لا تدرك راجع نفسك وارضي ربك اتق الله حيثما كنت في حياتك ولا تفكر بالحياة فلھا مدبر

فلا تتهربوا من مشاعركم عيشوها كما هي بحلوها ومرها إن شعرتم برغبة في البكاء إبكوا كماتشاؤون

إن أردتم البقاء بمفردكم إبقوا بل اعتزلوا جميع البشر
إبحثوا عن راحتكم وإن كانت بين جدران غرفتكم الكئيبة

لا تهربوا من أفكاركم بل واجهوها وإن انتابكم الحنين تذكروا أن قلوبكم قد هانت عليهم يوما والوجع لم يكن إلا من نصيبكم
لا تنصتوا لأنفسكم في لحظات الضعف
تقبلوا الحقائق كما هي من رحل بإرادته لن يعود فقط لأنكم ترجون ذلك من تسبب في جراحكم لن يداويها فيما بعد

عليكم أن تفعلوا ما تحبون وبالطريقة التي تحبون إن شعرتم برغبة في مغادرة مكان فافعلوا حتى وإن لم يناسب ذلك أحدا مادمتم مقتنعين وراضين عن تصرفاتكم لستم بحاجة لتبرير شيء لأحد

فنحن نقاوم ظروفا عديدة لم نعد نقوى أن نجامل على حساب صحتنا وراحتنا

بدأنا ندرِك أن كثيرا من جدالاتنا السابقة استنفذت أجمل ما يمكن ان نستثمره من أعمارنا

لم نعد الآن نبالي بإبتعاد أحدهم أوإقترابه لكثرة من فارقنا لسبب وبدون سبب
أعظم فعل قد نجهله او نتجاهله هو أننا قد آذينا انفسنا بشدة

وأخيرا إلي أولئك الذين كنا نراقب
حساباتهم في كل وقت وحين سيأتي اليوم الذي لا نحتمل فيه رؤية أسمائهم

أولئك الذي كنا نمسك هواتفنا ونقفز من أمكنتنا كلما وصلتنا رسالة ظنا منا أنها منهم سيأتي اليوم الذي نشاهد به اتصالهم ولا رغبة لدينا في الرد

أولئك الذين كان يرتجف داخلنا ونحن في طريقنا للقاء بهم سيأتي اليوم الذي تلتقي فيه العين بالعين ولن نحرك ساكنا

أولئك الذين لم نحتمل غيابهم عنا سيأتي اليوم الذي نعيش فيه حياة بأكملها من بعدهم

أولئك الذين كنا نراهم أقرب إلينا من حبل الوريد سيأتي اليوم الذي نحمد الله على إزاحتهم من حياتنا

أولئك الذين كانت أشد أمنياتنا أن يكونوا في حياتنا سيأتي اليوم الذي نتمنى أن لا تجمعنا صدفة بهم
ليس كل شخص يستحق أن نقحمه في تفاصيل حياتنا ونهديه من براءتنا ونتقاسم معه مشاعرنا حين نفهم ذلك الدرس سيأتي ذلك اليوم سريعا يوم الخلاص منهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى