مقال

إنهيار الاقتصاد العالمي..

إنهيار الاقتصاد العالمي..
بقلم أزهار عبد الكريم
فى بداية اكتوبر عام ٢٠٢١ أعلن الرئيس الأمريكي جون بايدن فى خطابه الوطني أن لأول مرة سيخضع ميناء لوس انجلوس للعمل خلال ٢٤ ساعة يومياً بكامل طاقتها من أجل تخفيف زحام السفن فى رصيف الميناء بعد ما وصل العدد الى رقم قياسي وهو سبعين سفينة وأنه أعلن عن عمل اجتماع مع اكبر شركات الشحن واكبر شركات السلاسل التجارية والنقابات العمالية والسائقين من أجل الزامهم بسرعة نقل البضائع وتفريغها من السفن إلتى توصلها إلى الموانى وتنتقل إلى الأسواق والمحلات التجارية وذلك لمواجهة واحده من اكبر التهديدات على الاقتصاد الأميركي …

وعلى الجانب الآخر فقد قامت الصين بدعوت مواطنيها لتخزين المواد الأساسية تحسب للفترة القادمة …
لعدم وجود طاقة داخل المصانع حتى تستطيع تصنيع السلع المطلوبة ….
ياتر إيه سبب الأزمة وكيف يمكن حلها ؟؟
الموضوع كبير ومحتاجين نبداء من الأول علشان نقدر نعرف علاقه سلاسل الإمدادات بارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والخدمات التجارية ..

★نبدأ بالصين ولماذا دعت مواطنيها لتخزين المواد الأساسية .كان الاقتصاد الصيني فى وضع جيد جداً وخاصة بعد أزمة كورونا وبدأ الطلب يزيد على شراء كل مستلزمات الحياة من سيارات وموبيلاات وأدوات منزلية وكمان قطاع التشييد والبناء بصورة كبيرة جداً ..

★ لكن المشكلة الأساسية التى واجهت الصين هى عدم وجود طاقة داخل المصانع حتى تستطيع تصنيع السلع المطلوبة للتصدير بسبب مذيج الطاقة اى الطاقة المزدوجة لأن الصين تعتمد على الكهرباء المتولدة من الفحم بنسبة ٦٠٪ و٤٠٪ من مصادر متعددة أخرى للطاقة مثل محطات الكهرباء التى تعمل بالمياه أو السدود التى تولد الكهرباء ومحطات الطاقة النووية ومحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ولكن المصدر الرئيسي من الغاز وهو ٦٠٪ وحين أرادت المصانع زيادة طاقتها الإنتاجية وجدت مشكلة لأن الحكومة وضعت ضوابط لتقليل الطاقة الملوثه للبيئة الناتجة من استخدام الفحم فظهرت المشكلة لأن قبل ذلك لم تكن الصين ملتزمة بقرار المجتمع الدولي وهو تقليل استخدام الطاقة المسببة لأنبعاثات التلوث البيئي وخاصة بعد ما يمر به العالم من ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي على كوكب الأرض ..كذلك تكون الصين ملتزمة أن تصل إلى أن تكون محايدة للكربون ..
كل ذلك أدى إلى حدوث الأزمة
بمعني مع زيادة الطلب على المنتجات ومع بدأ التزام الحكومة فى تنفيذ هذا الالتزام وهو تقليل الطاقة الغير نظيفة التى تستخدمها الصين بنسبة ٦٠٪

★ أيضاً المشكلة الثانية هى
بعد تراجع أزمة كورونا وانتعاش الاقتصاد والتجارة العالمية وزيادة الطلب وزيادة حركة الشحن تظهر أزمة الشحن مع إرتفاع أسعار الشحن فى الموانى وزيادة الطلب مع وجود أزمة سلاسل الإمدادات ..

★ قطاع التشييد والبناء وهو من أهم القطاعات لأنه قاطرة تجر من ٨٠٪ إلى ٩٠٪ من صناعات أخري تشارك فى عملية صناعة الطرق والكبارى أو بناء المدن وذلك يتطلب صناعات متعددة ..
ويمثل قطاع التشييد والبناء بنسبة ٣٠٪ من الناتج المحلي للصين وهو يمر بأزمة منذ عدة شهور وهى أزمة العقارات وهى نسبة دين ضخمة جداً مع عجز فى السداد .
وقد ظهرت جلية فى أزمة شركة ايفرجراند وهى أحد أكبر شركات العقارات فى الصين تراكمت عليها الديون حتى وصلت إلى ٣٠٠ مليار دولار وهى نسبة دين ضخمة جداً مع عجز واضح على قدرة الشركة فى السداد .ولكنها ليست الوحيدة التى اعتمدت على الاقتراض من البنوك الصينية ولكن الحكومة الصينية انتبهت إلى هذا وقامت بوضع قيود على عملية الاقتراض من البنوك لهذه الشركات حتى لا تتحول هذه الازمه وتتفاقم وتصبح أزمة مالية كما حدث فى الولايات المتحدة عام ٢٠٠٨ ،٢٠٠٩ ثم انتشرت إلى باقى العالم وسوف نتحدث عنها بعد ذلك باستفاضه !!
لذلك وضعت الحكومة الصينية ضوابط على التمويل وبالتالي بدأت كل شركة فى هذا القطاع تتعرض إلى شكل من أشكال الأزمات لاستكمال نشاطها وما عليها من مستحقات وأدى ذلك إلى حدوث هلع فى الصين الأمر الذى أخذ بتدرج إلى الأسواق العالمية …

★نرجع بقا إلى خطاب الرئيس الامريكي جون بايدن
وللحديث بقية عن أسباب أزمة انهيار الاقتصاد العالمي والرهن العقارى …

دمتم بألف خير وسعادة
تحياتي لكم جميعاً
أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى