مقال

السيدة ميمونة بنت الحارث “جزء 1”

السيدة ميمونة بنت الحارث “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

لقد عاش النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية، ولكن رغم هذه الطبيئه فقد كان صلى الله عليه وسلم، عفيف النفس، دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله، وكما أنه تزوج من السيده خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، وكان لها من العمرما يقارب ضعف عمره صلى الله عليه وسلم، حتى تجاوز مرحلة الشباب، وقد ظل هذا الزواج المبارك قائما حتى توفيت عنه صلى الله عليه وسلم، السيده خديجه رضى الله عنها، عن خمسة وستين عاما، وقد قرب النبي صلى الله عليه وسلم، من الخمسين من عمره، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى، ومابين العشرين والخمسين من عُمر الإنسان.

 

هو الزمن الذي تقوى فيه الدوافع لذلك، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفكر في أن يضم إليها رضي الله عنها، مثلها من النساء زوجة أو أَمَة ، ولو أراد صلى الله عليه وسلم، لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه، وهو أمر طبيعي في هذه البيئة، وإن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، أنه أبيح له الزواج بأكثر من أربع، فقد قال الشافعي ” دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبينة عن الله تعالى، أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يجمع بين أكثر من أربع من النسوة ” وقال ابن كثير ” وهذا الذي قاله الشافعي مجمع عليه بين العلماء ” فهذا الحكم من خصائصه صلى الله عليه وسلم، التي انفرد بها دون غيره من الأمة.

 

وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم، معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف وحكم هامة، ويطلق على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين، وذلك تكريما لشأنهن وإعلاء لقدرهن، وقد شرفهن الله سبحانه وتعالى، بذلك فقال تعالى فى سورة الأحزاب “النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم” وقد بلغت زوجات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، اللاتي دخل بهن إحدى عشرة، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري، وابن القيم في زاد المعاد، وسوف نتحدث فى هذا المقال عن أم المؤمنين السيده ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها، آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وميمونة بنت الحارث رضي الله عنها.

 

 

قيل أنه قد أشار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، على النبي صلى الله عليه وسلم، بزواجها، فتزوجها مواساة لفقد زوجها، واعترافا بفضلها، وتحبيبا لقومها في الإسلام، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وبنى بها بسرف وهو مكان قرب مكة، وقد ماتت رضى الله عنها بسرف، وهي آخر من تزوج صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين، وهي خالة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وكانت رضي الله عنها مثلا عاليا للصلاح والتقوى، حتى شهدت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بقولها ” أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ” وقد روت عددا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منها صفة غسله صلى الله عليه وسلم.

 

والسيده ميمونه بن الحارث، كان أبوها هو الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأما عن بنو عامر بن صعصعة فهم مجموعة كبيرة من القبائل العدنانية من قبيلة هوازن القيسية المضرية على الرغم من أنها شكلت بحد ذاتها مجموعة مستقلة عن هوازن، وهي جمجمة من جماجم العرب، وإن ديار بني عامر الأصلية في نجد، وشرق الحجاز وانتشرت فروعهم في نواحي نجد وإقليم البحرين والعراق وسلطنة عُمان والمغرب العربي، كما وصلت قبائل عامرية إلى الأهواز ومصر وغيرها، وهم أهم فروع بني عامر بنو كلاب وبنو كعب وبنو نمير وبنو هلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى