مقال

حقوق أمهات المؤمنين علينا

جريده الاضواء

الدكرورى يكتب عن حقوق أمهات المؤمنين علينا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 2 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد كانت آخر وصايا الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء” رواه البخاري، وللمؤمنين في رسولهم المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان خلقه القرآن، ومن أراد التشبه بالنبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم فعليه مراجعة سيرته، وقد كان الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم ألين الناس وأكرمهم.

وأوصلهم للقربى وألطفهم في المعشر، بشهادة زوجاته، بل كان في خدمة أهله وهو الذي تدين له القبائل والبلاد، وكان طلق الوجه ليس عبوسا، دائم النصح، ينادي كل منهن باسم تحبه فيقول لعائشة “يا عائش” إن من حقوق أمهات المؤمنين رضي الله تعالي عنهن هو ما جاء في السنة النبوية الشريفة من الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أي من نكحهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن رضي الله عنهن قد أثنى الله عليهن وبين منزلتهن في قوله تعالى ” النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ” وهذا الخبر من الله عز وجل فيه بيان ما لهن رضي الله عنهن من المنزلة، فهن أمهات المؤمنين.

ومعنى الأمومة هنا أي في الحرمة والاحترام والتوقير والإعظام والإكرام، وليست أمومة نسب بلا شك، ولا توجب محرمية، أي ليست أمومة تبيح الخلوة، وتبيح ما يستبيحه الإنسان من النظر إلى أمه وما إلى ذلك، وإنما هي أمومة إحترام وإجلال وتقدير لما لهن رضي الله عنهن من المنزلة، فهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وأزواجه في الآخرة، فهن رضي الله عنهن في أصل هذه المنزلة سواء باستحقاقهن ذلك يقول “المطهرات المبرآت من كل سوء” المطهرات اللواتي طهرهن الله جل وعلا، ولا شك أن المراد بأهل البيت في هذه الآية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أهل البيت بنص القرآن لأن الكلام السابق واللاحق كله في شأن زوجاته صلى الله عليه وسلم وفي شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

وقوله “المبرآت من كل سوء” أي أنهن سليمات بريئات من كل سوء يلحقه أحد بهن، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم منهن من توفيت في حياته ومنهن من توفيت بعده، وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة، وأعلى منزلة، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين ويجب أن يكون في معرفة فضلهن ومحبتهن، فقال أبو بكر الباقلاني ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع ونقر بفضل أهل البيت بيت رسول الله وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى