مقال

أرفق الناس بالضعفاء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أرفق الناس بالضعفاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 10 فبراير

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا الذي كان صلى الله عليه وسلم داخل بيته يقسم وقته ثلاثة قسم لله وقسم لأهله وقسم لنفسه وكان يمازح أصحابه ويتألفهم ولا يقول إلا حقا وكان يسمر مع نسائه ويحدثهن وكان في بيته يحلب شاته ويرقع ثوبه ويقم البيت ويعقل البعير ويعلف ناضحه ويأكل مع الخادم ويحمل بضاعته إلى السوق وكان صلى الله عليه وسلم أرفق الناس بالضعفاء وأعظمهم رحمة بالمساكين وكان من شدة شفقته أنه يتجوز في الصلاة إذا سمع بكاء الصبي وكان يحذر أصحابه من الجفاء وإن الحديث عن صفات وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتاق إليها النفوس.

وتسمو بها الأرواح وترق لها القلوب وربما يرد سؤال هنا بأن يقال قد علمنا الفائدة من معرفة صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلقية وهي الإقتداء به والإهتداء بهديه في تلك الأخلاق التي يحتاج إليها البشرية، ولكن ما الفائدة من ذكر صفات النبي الخَلقية ؟ وماذا يستفيد الناس من كون النبي صلى الله عليه وسلم كان طويلا أو أبيض أو لم يكن في شعره بياض؟ ولماذا تسود الصفحات في هذا الشأن ولن يقتدي الناس به في كونه طويلا أو شعره أسود ليس فيه بياض أو غير ذلك من هذه الأوصاف التي ترد في صفاته الخَلقية؟ والجواب هو أنه إذا علمنا حقيقة الأمور سنعرف أن ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية لا تقل أهمية عن ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الخُلقية.

وينبغي أن تتسع عقولنا وقلوبنا لنفهم هذا الأمر المهم ونحل هذا الإشكال الذي يتكرر ويتردد في مثل هذه الأمور ونقول إن السر الأساس في هذه المسألة ومفتاحها هو الحب، نعم الحب الذي لايفهمه بعض القاسية قلوبهم وكثير من الماديين ومن المعلوم أن التدين أو التعبد يقوم بصورة أساسية على المحبة، محبة الله تعالى ومحبة رسوله ومحبة المؤمنين ومحبة الصالحين والأولياء الصادقين ومحبة الدين، فالمحبة عنصر رئيس في الدين حتى فسرت العبادة التي خُلق الخلق لأجلها كما في قوله تعالى ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فسرت العبادة بأنها ” غاية الحب مع غاية الذل ” فهذا الدين قائم على المحبة بل بين الله تعالى وبين رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم أن هذه المحبة واجبة لا يصلح الإيمان بدونها.

ويصبح الإيمان دعوى فارغة لا حياة فيها ولا عمل، فكفى بهذا حضا وتنبيها ودلالة وحجة على التزام محبته ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم إذ قرع الله تعالى من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله تعالى “فتربصوا حتى يأتي الله بأمره” ثم فسقهم بتمام الآية وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” رواه البخاري ومسلم، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى