مقال

أحب الأعمال إلى الكبير المتعال

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أحب الأعمال إلى الكبير المتعال
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة القوي الجبار، شديد العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، رب الأرباب ومسبب الأسباب وقاهر الصلاب وخالق خلقه من تراب قاصم الجبابرة وقاهر الفراعنة والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد، ليبين لهم الحلال والحرام وليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد إن من وسائل الثبات علي الحق والدين هو المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلا فاحب الأعمال إلى الكبير المتعال أدومه و إن قل فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال “أدومه وإن قل” متفق عليه، عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير.

وكان يحتجره من الليل فيصلي إليه ويبسطه بالنهار فثابوا ذات ليلة فقال ” يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوم عليه وإن قل ” رواه البخاري، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “يا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا صم وأفطر من كل شهر ثلاثة أيام صوم الدهر” قال قلت يا رسول الله إني أجد قوة قال “صم صوم داود صم يوما وأفطر يوما” قال وكان عبد الله بن عمرو يقول يا ليتني كنت أخذت الرخصة” رواه أحمد، فمثلا “ركعتين من الليل، أو قسط من القرآن أو شيء من صيام التطوع” وقد قال موسى بن إسماعيل، عن الربيع بن عبد الله قال.

كان عباد المنقري عاهد الله تعالي ليقرأن كل ليلة بألف آية، فإن لم يقرأ أصبح صائما، فاشتد عليه، فأتينا به ابن سيرين، فقال لا أقول أعهد الله شيئا، ليوف بعهد الله تعالي، وقال الحسن لا يكلف الله نفسا إلا ما أطاقت، ليكفر يمينه، فكونوا على أمل بوعد الله وصدق رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم في أن الله ناصر دينه ومعز أولياءه، وأن من تمسك بهذا الدين لابد له من النصر والتمكين، فاعلموا يقينا أن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرضِ، ولا يزال الإسلام العظيم منذ أن ظهر فجره واستفاض نوره إلى يومنا لا زال مستهدفا من أعداء الإسلام، فأعداء الإسلام لا ينامون ليلا ولا نهارا يفكرون في هدم الإسلام وزعزعة المسلمين عن دينهم ومعتقداتهم ومقدساتهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل لقد ابتليت الأمة الميمونة.

بنكبات وأزمات كثيرة على طول تاريخها، مرورا بأزمة الردة الطاحنة، والهجمات التترية الغاشمة، والحروب الصليبية الطاحنة، لكن الأمة مع كل هذه الأزمات والمآزق كانت تمتلك مقومات النصر من إيمان صادق، وثقة مطلقة في الله تعالي، واعتزاز بهذا الدين، فكتب الله لها جل وعلا النصرة والعزة والتمكين ولكن واقع الأمة المعاصر واقع مر أليم، فقدت فيه الأمة جلّ مقومات النصر بعد أن انحرفت الأمة انحرافا مروعا عن منهجِ رب العالمين وعن سبيل سيد المرسلين ولن تعود الأمة إلى عزها ومجدها إلا بالعودة إلى ربها، فقال تعالي ” إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ” فلا صلاح للأمة إلا إذا اصطلحت الأمة مع ربها، ولا صلاح للأمة إلا إذا اصطلحت مع سنة نبيها المصطفي صلي الله عليه وسلم.

قال جل وعلا ” ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” وقال تعالي ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” فأبشروا فالنصر قادم، قادم بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى