مقال

الحرب بالعقيدة والإيمان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحرب بالعقيدة والإيمان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد لقد حث الإسلام علي الجهاد والأخذ بكل وسائل النصر فقال تعالي ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” ثم قال تعالي ” ترهبون به عدو الله وعدوكم ” والمعني هو ممن تعلمون أنهم أعداؤكم ” وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ” ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به ” الله يعلمهم ” فلذلك أمرهم بالإستعداد لهم، ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار، ولهذا قال الله تعالى مرغبا في ذلك ” وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفي إليكم ” أي قليلا كان أو كثيرا.

يكون أجره يوم القيامة مضاعفا أضعافا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل الله، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ” وانتم لا تظلمون ” أي لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئا، وها هي جموع المسلمين وعددها ثلاثة آلاف في غزوة مؤتة تقابل مائتي ألف بقلوب ملؤها العقيدة، ويقول قائل من المسلمين والله ما نقاتلهم بعدد ولا عدة وإنما نقاتلهم بهذا الدين، فسل خالدا كم سيف اندق في يمينه؟ يجبك خالد اندق في يميني تسعة أسياف، وسل خالدا ما الذي ثبت في يده وهو يضرب الكافرين؟ يجبك إنها صحيفة يمانية ثبتت في يده، فانظر إليه يوم يقبل مائتا ألف مقاتل إلى ثلاثة آلاف ليهجموا عليهم هجمة واحدة، يوم يأتي بعض المسلمين ويرى هذه الحشود فيقول لسيف الله خالد بن الوليد، يا خالد إلى أين الملجأ؟ أإلى سلمى وأجا ؟

فتذرف عيناه الدموع وينتخي ويقول لا إلى سلمى ولا إلى أجا ولكن إلى الله الملتجى فينصره الله الذي التجأ إليه سبحانه وبحمده، فهل كانت هذه قوة جسدية في خالد بن الوليد ؟ لا والذي رفع السماء بلا عمد إنها العقيدة وكفى، وإن العقيدة في قلوب رجالها من ذرة أقوى وألف مهند، فالأمة بحاجة على رابطة قوية من الأخلاق، وبحاجة إلى الصبر والمصابرة، وصبر يثبت الأقدام في ميدان النضال، صبر في مجال التعلم والتعليم لتنهض الأمة من كبرتها وتأخذ وضعها اللائق بين بين سائر الأمم، وبحاجة إلى صبر تتولد من ثناياها قوة إنتاجية وقوة عسكرية وقوة اقتصادية وقوة إجتماعية، فإنها الأخلاق التي تقود الأمم إلى أعلى القمم، فيا أيها الإخوة المسلمون اعلموا أن الثبات من الله تعالى فسبحانه وتعالي القائل.

“يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” وقال تعالى “ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” وجاء السؤال بطلب الثبات فقال تعالي ” قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين” وكما قال تعالي “وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا ” وكما قال تعالي ” ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ” وإن أول وسيلة هو صدق النية وقوة العزيمة، فاعلم أن من أعظم وسائل الثبات على الطاعة هو أن تكون صادق النية قوي العزيمة عالي الهمة فيقول تعالي ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى