مقال

الدكروري يكتب عن خلاصة الإيمان هو الإنقياد

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 28 فبراير 2024

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أيضا قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيدعى قومه، فيقال لهم هل بلغكم هذا؟ فيقولون لا، فيقال له هل بلغت قومك؟ فيقول نعم، فيقال له من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته، فيدعى بمحمد وأمته، فيقال لهم هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون نعم، فيقال وما علمكم؟ فيقولون جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا. 

فذلك قوله عز وجل ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا” رواه احمد، وقال تعالي عدلا ” لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” نعم إنها أمة عدول لذلك، فهي تعدل فتفصل بمشيئة ربها تبارك وتعالى بين الأنبياء وأممهم، وتشهد على من سبقها من الأمم تصديقا بما أخبرها به نبيها صلى الله عليه وسلم، ولقد جعل الله هذه الخاصية أيضا لهذه الأمة في الدنيا، فيشهدهم الله تعالى بصلاح الصالح فيهم وطلاح الطالح، ويجعل شهادتهم معتبرة، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، في بني سلمة، وكنت إلى جانب رسول الله، فقال بعضهم والله يا رسول الله، لنعم المرء كان، لقد كان عفيفا مسلما، وكان كذا وكذا وأثنوا عليه خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنت بما تقول” 

فقال الرجل الله أعلم بالسرائر، فأما الذي بدا لنا منه فذاك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “وجبت” ثم شهد جنازة في بني حارثة، وكنت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم يا رسول الله، بئس المرء كان، إن كان لفظا غليظا، فأثنوا عليه شرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعضهم “أنت بالذي تقول” فقال الرجل الله أعلم بالسرائر، فأما الذي بدا لنا منه فذاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وجبت” قال مصعب بن ثابت فقال لنا عند ذلك محمد بن كعب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” رواه الحاكم، وعن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم” 

قالوا بم يا رسول الله؟ قال “بالثناء الحسن والثناء السيئ، أنتم شهداء الله في الأرض” رواه احمد، وإننا نتعلم من الصحابة الكرام كمال التسليم والانقياد لأوامر الله، فالمسلم عبد لله تعالى، يسلم لأحكامه وينقاد لأوامره بكل حب ورضا، ويستجيب لذلك، ويسارع للامتثال بكل ما أوتي من قوة وجهد، فأصل الإسلام التسليم، وخلاصة الإيمان الانقياد، وأساس المحبة الطاعة، لذا كان عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لحكمه، والامتثال لأمره في جميع الأحوال، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفة الحكمة واقتناعه بها لأنه يعلم علم اليقين، أنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء، إلا كان في مصلحته سواء علم ذلك أو لم يعلمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى