مقال

إفتتان ضعاف الإيمان بتحويل القبلة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إفتتان ضعاف الإيمان بتحويل القبلة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد لقد كان حادث تحويل القبلة أمر عظيم علي الناس وخصوصا السفاء الذين تحدثوا في ذلك ولقد فتن ضعاف الإيمان بقولهم، فقالوا “يجحد ديننا ويتبع قبلتنا” وقولهم “اشتاق إلى بيت أبيه ودين قومه” وقول المشركين “يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته” وقولهم “رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم” وكان مما انطلق به أبواق أعداء الله قولهم “إن كان التوجه أولا إلى المسجد الأقصى باطلا، فقد ضاعت صلاتكم إليه طوال هذه الفترة، وإن كان حقا فالتوجه الجديد إلى البيت الحرام باطل وضائعة صلاتكم إليه”

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن يهودا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد، ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله تعالي ” سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها” وعن ابن عباس أيضا، قال ولما استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة أتى رفاعة بن قيس، وكعب بن الأشرف، وابن أبي الحقيق، وهم زعماء اليهود، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم، عليه السلام، ودينه، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله تعالي هذه الآيات.

وتدور الأيام وتدور عجلة الزمان وها قد وصلنا إلى نهاية شهر شعبان، وقد قيل أنه سُمي شهر شعبان بهذا الاسم، لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض، أي ينتشرون فيها بحثا عن الماء، ويعتبر شهر شعبان كالمقدمة لشهر رمضان، فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في شهر رمضان من صيام، وأن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت” كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان” رواه أحمد والنسائى، ويقول تعالى فى سورة التوبة ” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض” وإن شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، حيث يأتي بعد شهر رجب، وقبل شهر رمضان، وقد قيل أنه سُمي شهر شعبان بهذا الاسم، لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض.

أي ينتشرون فيها بحثا عن الماء، وقد فضل الله تعالى بعض الأزمنة، وميّزها على غيرها، بالعديد من الخصائص، وشهر شعبان من تلك الأزمنة التي فضلها الله تعالى، فإن عمل العام يرفع في شهر شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، أنه ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم، ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل، ومن المعلوم أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان، وإنما هناك أربع صور لرفع الأعمال وهي الرفع اليومي، والأسبوعي، والسنوي، والختامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى